• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : في توحيد الله .
                    • الموضوع : تكفير الحنابلة لغيرهم من المسلمين وتفسيقهم حتى الأشاعرة .

تكفير الحنابلة لغيرهم من المسلمين وتفسيقهم حتى الأشاعرة

بسم الله الرحمن الرحيم

لو راجعت كتب المسلمين لوجدت العجب العجاب من كلام بعض علمائهم حيث يكفر بعضهم بعضاً ويشنع بعض الآخر، فمثلاً ترى الحنابلة يكفرون غيرهم من الفرق الأخرى. فهذا السبكي يقول: وهذا ابن حزم رجل جريء بلسانـه، متسرع إلى النقل بمجرد ظنـه، هاجم على أئمة الإسلام بألفاظه، وكتابه هذا الملل والنحل من شر الكتب، وما برح المحققون من أصحابنا ينهون عن النظر فيه، لما فيه من الإزراء بأهل السنة، ونسبة الأقوال السخيفة إليهم من غير تثبت، والتشنيع عليهم بما لم يقولوه، وقد أفرط في كتابه هذا الغض من شيخ السنة أبي الحسن الأشعري وكاد يُصرح بتكفيره في غير موضع، وصرّح بنسبته إلى البدعة في كثير من المواضع، وما هو عنده إلا كواحد من المبتدعة. (1)
عبر عنهم الفقيه الظاهري ابن حزم الأندلسي في الفصـل بـ (الطائفة الملعونة) (2)، وبـ (الفـرقـة الملعونة)(3). وعبر عنهم الحافظ أبو إسماعيل الأنصاري عنهم بشياطين البشر حيث يقول:

كن ذا ما حاد عن حـد الهــدى أشعري الرأي شيطـان البشـــر
شافعي الشرع سني الحلــــى حنبلي العقد صــوفـي الســـير(4)
وقال أيضاً: وقال الفقيه الحنبلي المعروف أبو إسماعيل الأنصاري في كتابه ذم الكلام أثناء ذمه لمعتقدات الأشاعرة: ... وهذا من فخوخهم ، يصطادون به قلوب عوام أهل السنة، وإنما اعتقادهم القرآن غير موجود، لفظته الجهمية الذكور بمرة والأشعرية الإناث بعشر مرات. (5)
إلى أنْ قال: وقد شاع بين المسلمين أنّ رأسهم علي بن إسماعيل الأشعري كان لا يستنجي، ولا يتوضأ، ولا يُصلي. (6)
وكلمات الحنابلة في ذم أبي الحسن الأشعري ومذهبه وأتباعه كثيرة، بل أنّ ابن حزم الأندلسي الظاهري كاد يحكم عليهم بالكفر، ولذا قال السبكي عن ابن حزم: وقد أفرط في كتابه هذا الغض من شيخ السنة أبي الحسن الأشعري وكاد يُصرح بتكفيره في غير موضع، وصرّح بنسبته إلى البدعة في كثير من المواضع ، وما هو عنده إلا كواحد من المبتدعة . (7)
وقال الحافظ ابن الجوزي في المنتظم أثناء كلامه عن أبي الحسن الأشعري ومذهبه: وأظهر مقالة خبطت عقائد الناس، وأوجبت الفتن المتصلة، وكان الناس لا يختلفون في أنّ هذا المسموع كلام الله، وأنه نزل به جبريل عليه السلام على محمد ص، فالأئمة المعتمد عليهم قالوا أنه قديم ، والمعتزلة قالوا أنه مخلوق ، فوافق الأشعري المعتزلة في أنّ هـذا مخلوق، وقال: ليس هذا كلام الله، إنما كلام الله صفة قائمة بذاته، ما نزل ولا مما هو يُسمع، ومازال منذ أظهر هذا خائفاً على نفسه لخلافه أهل السنة، حتى استجار بدار أبي الحسن التميمي حذراً من القتل، ثم تبع أقوام من السلاطين مذهبه، فتعصبوا له، وكثر أتباعه، حتى تركت الشافعية معتقد الإمـام الشافعي رضي الله عنه، ودانوا بقول الأشعري. (8)
يقول ابن تيمية: فالمعتزلة في الصفات مخانيث الجهمية، وأما الكلابية في الصفات وكذلك الأشعرية، ولكنهم كما قال أبو إسماعيل الأنصاري: الأشعرية الإناث هم مخانيث المعتزلة. مجموع فتاوى ابن تيمية ج8 ص 117.
أبو حاتم أحمد بن الحسن الرازي المعروف بـ (خاموش) والذي يصفه الذهبي بقوله بـ (الإمام، المحـدث، الحافظ، الواعـظ)، ويقول فيـه أيضاً: (وكان شيخ أهـل الري في زمانه)(9) كان يقول: فكل من لم يكن حنبليا فليس بمسلم. ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي ج1 ص 51، 52، سير أعلام النبلاء ج17 ص 625 وج18ص 507، تذكرة الحفاظ ج3 ص 1186. يقول القنوجي البخاري في كتابه أبجد العلوم في ترجمة الفقيه المعروف بالأمير الصنعاني: وخرج في زمانه الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي الذي تنسب إليه الطائفة الوهابية ، فنظم قصيدة في ذلك وأرسلها إليه وأثنى على طريقته ، ثم لما سمع أنه يكفر أهل الأرض ويسفك الدماء رجع عما كان قاله في قصيدته. (10).
(1) طبقات الشافعية الكبرى ج1 ص 90.
(2) الفصل في الملل والأهواء والنحل ج5 ص 82 ط. شركة مكتبات عكاظ / الرياض، وج4 ص 160 ط1.
(3) الفصل في الملل والأهواء والنحل ج5 ص 79 ط. شركة مكتبات عكاظ / الرياض، وج4 ص 159 ط1.
(4) ذيل طبقات الحنابلة ج1ص66 رقم 27 .
(5) ذم الكلام ج5 ص 136، 137 ط . دار الغرباء الأثرية / المدينة المنورة سنة 1419هـ.
(6) ذم الكلام ج5 ص 141.
(7) طبقات الشافعية الكبرى ج1 ص 90 .
(8) المنتظم لابن الجوزي ج14 ص 29 وفيات سنة 331 هـ ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1412 هـ.
(9) سير أعلام النبلاء ج17 ص 624.
(10) أبجد العلوم ج3 ص 157 ط . دار الكتب العلمية / بيروت سنة1420هـ.

 

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=198
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 05 / 9