• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : ردودنا العقائدية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : حول اهل البيت (ع) .
                    • الموضوع : رد شبهة طول عمر الامام المهدي (عليه السلام) .

رد شبهة طول عمر الامام المهدي (عليه السلام)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

من الشبه التي تثار حول مسألة الامام المهدي (عليه السلام) هي طول عمره الشريف ونحن بغض النظر عن ذكر اقوال علماء السنة القائلين بولادته (عليه السلام) نسأل ما المانع من طول عمره (صلوات الله عليه) الم يصرح القران بطول عمر نوح (عليه السلام) او لم يلتزم جمهور علمائكم بان الخضر حي الى اليوم وهذه بعض اقوالهم في حياة الخضر (عليه السلام):

1- قال النووي تعليقاً على كلام أبي إسحاق في صحيح مسلم عن الرجل الذي يقتله الدجال ثم يحييه: يقال أنّ هذا الرجل هو الخضر (عليه السلام).
قال النووي بعد ذلك: وكذا قال معمر في جامعه أثر هذا الحديث كما ذكره ابن سفيان، وهذا تصريح منه بحياة الخضر (عليه السلام) وهو الصحيح(1). وقال النووي في كتاب تهذيب الأسماء واللغات: واختلفوا في حياة الخضر ونبوته، فقال الأكثرون من العلماء هو حي موجود بين أظهرنا، وذلك متفق عليه عن الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة(2).

وقال النووي في شرح صحيح مسلم: وقال الثعلبي المفسر: الخضر نبي معمر على جميع الأقوال محجوب عن الأبصار يعني عن أبصار أكثر الناس قال وقيل انه لا يموت إلا في آخر الزمان حين يرفع القرآن(3).

2- وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: وأما الخلاف في وجوده إلى زماننا، فالجمهور على أنه باق إلى اليوم(4).

3- يقول الحافظ الفقيه ابن الصلاح صاحب المقدمة المشهورة في علم الحديث: وأما الخضر (عليه السلام) فهو من الأحياء عند جماهير الخاصة من العلماء والصالحين والعامة معهم في ذلك، وإنما شذ بإنكار ذلك بعض أهل الحديث, وهو نبي واختلفوا في كونه مرسلاً، والله أعلم(5).

4- نسب ابن حجر القول بحياة الخضر (عليه السلام) إلى الجمهور(6).

قال: (ورواه أحمد في الزهد بإسناد حسن عن بن أبي رواد وزاد أنهما يصومان رمضان ببيت المقدس وروى الطبري من طريق عبد الله بن شوذب نحوه وروى عن علي أنه دخل الطواف فسمع رجلا يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع الحديث فإذا هو الخضر)(7).
وقال ايضا: وروى بن عساكر في ترجمة أبي زرعة الرازي بسند صحيح أنه رأى وهو شاب رجلا نهاه عن غشيان أبواب الأمراء ثم رآه بعد أن صار شيخا كبيرا على حالته الأولى فنهاه عن ذلك أيضا قال فالتفت لأكلمه فلم أره فوقع في نفسي أنه الخضر)(8).
5- وقال العجلوني في كشف الخفاء: وكثير من المحدثين والفقهاء على حياته(9).

6- وقال القرطبي في تفسيره بعد أنْ نقل القول بعدم حياته: والصحيح القول الثاني وهو أنه حي على ما نذكره(10).

7- سئل ابن تيمية: هل كان الخضر (عليه السلام) نبياً أو ولياً؟ وهل هو حي إلى الآن؟ وإنْ كان حياً فما تقولون فيما روى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: لو كان حياً لزارني، هل هذا الحديث صحيح أم لا؟
فأجاب إلى أنْ قال: وأكثر العلماء على أنه لم يكن نبياً، مع أنّ نبوة من قبلنا يقرب كثير منها من الكرامة والكمـال في الأمة...(11), إلى أنْ قال: وأما حياته، فهو حي، والحديث المذكور لا أصل له، ولا يعرف له إسناد، بل المروي في مسند الشافعي وغيره أنه اجتمع مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن قال إنه لم يجتمع بالنبي (صلى الله عليه (وآله) وسلم)، فقد قال ما لا علم له به، فإنه من العلم الذي لا يُحاط به.
ومن احتج على وفاته بقول النبي (صلى الله عليه (وآله) وسلم): أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد، فلا حجة فيه، فإنه يمكن أنْ يكون الخضر إذْ ذاك على وجه الأرض.
ولأن الدجال - وكذلك الجساسة الصحيح أنه كان حياً موجوداً على عهد النبي (صلى الله عليه (وآله) وسلم)، وهو باق إلى اليوم لم يخرج، وكان في جزيرة من جزائر البحر.
فما كان من الجواب عنه كان هو الجواب عن الخضر، وهو أنْ يكون لفظ الأرض لم يدخل في هذا الخبر، أو يكون أراد (صلى الله عليه (وآله) وسلم) الآدميين المعروفين، وأما من خرج عن العادة فلم يدخل في العموم، كما لم تدخل الجن، وإنْ كان لفظاً ينتظم الجن والإنس، وتخصيص مثل هذا العموم كثير معتاد. والله أعلم.

____________

(1) شرح النووي على صحيح مسلم: ج18 ص 72 ط. دار الكتب العلمية بيروت.

(2) تهذيب الأسماء واللغات: ج1 ص 176 ، 177 ط. دار الكتب العلمية / بيروت.
(3) شرح صحيح مسلم: ج15 ص 13.

(4) البداية والنهاية: ج1 ص 306 ط . دار الريان للتراث / القاهرة سنة 1988، وج1 ص 383 ط . دار إحياء التراث العربي / بيروت.

(5) فتاوى ومسائل ابن الصلاح: ج1 ص 186 مسألة 35 ط . دار المعرفة / بيروت سنة 1976 م.

(6) راجع : فتح الباري ج2 ص 75 ط . دار المعرفة / بيروت سنة 1379. و فتح الباري ج2ص93 كتاب مواقيت الصلاة طبعة دار الحديث القاهرة الطبعة الأولى 1998-1419 هج.

(7) فتح الباري: ج6ص528 كتاب أحاديث الأنبياء طبعة دار الحديث القاهرة الطبعة الأولى 1419-1998 م

(8) فتح الباري: ج6ص528 كتاب أحاديث الأنبياء طبعة دار الحديث القاهرة الطبعة الأولى 1419-1998م.

(9) كشف الخفاء: ج1 ص 513 ط. مؤسسة الرسالة / بيروت.

(10) تفسير القرطبي: ج11 ص 41.

(11) مجموع فتاوى ابن تيمية: ج4 ص 338.

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=1703
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12