• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : في صفات الله .
                    • الموضوع : البخاري يؤول صفة الوجه فهل هو كافر؟ .

البخاري يؤول صفة الوجه فهل هو كافر؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هناك تقسيم  للصفات الالهية التزم البعض به وهو تقسيمها الى صفات خبرية وغيرها كصفة وهي الصفات التي وصف الله بها في الكتاب والسنة ككونه له وجه ويد ووووالخ ثم ان اكثر المسلمين التزم بتأويل هذه الصفات بما ينافي التجسيم لان اخذها على معناها الحقيقي يلزم منه التجسيم والعياذ بالله وهذا ما يصرح به النووي شارح صحيح مسلم نقلا عن القاضي عياض في :
((قال القاضي عياض لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارهم ومقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ونحوه ليست على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم .)(1) لكن تجد السلفية يكفرون كل من يتأول الصفات ويبدعونه وهذه بعض نصوصهم:

1-  قال محمد بن عبد الوهاب : فإن تعطيل الصفات، عما دلت عليه كفر، والتشبيه فيها كذلك كفر.(2)
2- اما شيخ اسلامهم ابن تيمية فيقول:(مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُعَطِّلَةِ الْجَهْمِيَّة الَّذِينَ كَانَ السَّلَفُ يُكَفِّرُونَهُمْ وَيَرَوْنَ بِدْعَتَهُمْ أَشَدَّ الْبِدَعِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَرَاهُمْ خَارِجِينَ عَنْ الثِّنْتَيْنِ وَالسَّبْعِينَ فِرْقَةً : مِثْلَ مَنْ قَالَ إنَّهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَوْ إنَّهُ لَا دَاخِلَ الْعَالَمِ وَلَا خَارِجَهُ ؛ لَكِنَّ عُمُومَ الْمُسْلِمِينَ وَسَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَهْلِ السُّنَّةِ مِنْ جَمِيعِ الطَّوَائِفِ تُقِرُّ بِذَلِكَ .(3)
وقال في موضع آخر : وَلِهَذَا كَانُوا يَقُولُونَ : إنَّ الْبِدَعَ مُشْتَقَّةٌ مِنْ الْكُفْرِ وَآيِلَةٌ إلَيْهِ وَيَقُولُونَ : إنَّ الْمُعْتَزِلَةَ مَخَانِيثُ الْفَلَاسِفَةِ ؛ وَالْأَشْعَرِيَّةُ مَخَانِيثُ الْمُعْتَزِلَةِ . وَكَانَ يَحْيَى بْنُ عَمَّارٍ يَقُولُ : الْمُعْتَزِلَةُ الْجَهْمِيَّة الذُّكُورُ وَالْأَشْعَرِيَّةُ الْجَهْمِيَّة الْإِنَاثُ . وَمُرَادُهُمْ الْأَشْعَرِيَّةُ الَّذِينَ يَنْفُونَ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةَ وَأَمَّا مَنْ قَالَ مِنْهُمْ بِكِتَابِ " الْإِبَانَةِ " الَّذِي صَنَّفَهُ الْأَشْعَرِيُّ فِي آخِرِ عُمْرِهِ وَلَمْ يُظْهِرْ مَقَالَةً تُنَاقِضُ ذَلِكَ فَهَذَا يُعَدُّ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ ؛ لَكِنَّ مُجَرَّدَ الِانْتِسَابِ إلَى الْأَشْعَرِيِّ بِدْعَةٌ . لَا سِيَّمَا وَأَنَّهُ بِذَلِكَ يُوهِمُ حُسْنًا بِكُلِّ مَنْ انْتَسَبَ هَذِهِ النِّسْبَةَ وَيَنْفَتِحُ بِذَلِكَ أَبْوَابُ شَرٍّ وَالْكَلَامُ مَعَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَنْفُونَ ظَاهِرَهَا بِهَذَا التَّفْسِيرِ .(4)
وقال في موضع آخر :قُلْت لَهُ : وَنَحْنُ لَا نُنْكِرُ لُغَةَ الْعَرَبِ الَّتِي نَزَلَ بِهَا الْقُرْآنُ فِي هَذَا كُلِّهِ والمتأولون لِلصِّفَاتِ الَّذِينَ حَرَّفُوا الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَأَلْحَدُوا فِي أَسْمَائِهِ وَآيَاتِهِ تَأَوَّلُوا قَوْلَهُ : { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } وَقَوْلَهُ : { لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } .(5) لكن نجد ان علما مثل البخاري في صحيحه يلتزم بالتأويل فيقول في تفسير سورة القصص: [ (كل شئ هالك الا وجهه) الا ملكه ويقال الا ما اريد به وجه الله ](6) اذن البخاري يؤول صفة الوجه ويقول معناها الملك؛فهل هو كافر مبتدع؟ يحاول الالباني ان يرقع ما فات فيحاول ان ينفغي هذا التاويل عن البخاري فيقول: (ننزه الامام البخاري ان يؤول هذه الاية  وهو امام في الحديث وفي الصفات وهو سلفي العقيدة والحمد لله.)(7) ونرد على الالباني بان نفيك التأويل عن البخاري لا ينفع لانه ثابت واضح لكل من يراجع صحيحه ثم ان العلماء يثبتون ذلك عنه فهذا ابن كثير تلميذ ابن تيمية يقول: (وقال مجاهد والثوري في قوله: { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ } أي: إلا ما أريد به وجهه، وحكاه البخاري في صحيحه كالمقرر له.
قال ابن جرير: ويستشهد من قال ذلك بقول الشاعر:
أسْتَغْفِرُ اللهَ ذنبًا لَسْتُ مُحْصِيَهُ ... رَبّ العبَاد، إلَيه الوَجْهُ والعَمَلُ(8) ...

 

(1)المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج  لابي زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي الجزء 5 صفحة 24.

(2)الدرر السنية في الأجوبة النجدية تاليف علماء نجد الأعلام
المحقق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم جزء 2 صفحة 316.

(3)كتاب مجموع الفتاوى لابن تيمية الحراني جزء 6 صفحة 31

4-المصدر السابق الجزء 6 صفحة 359.

5- نفس المصدر الجزء 6 صفحة 359

6- الجامع الصحيح لابي عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري الجزء الثالث صفحة 273 تفسير سورة القصص.

7-مجموع الفتاوي صفحة 523.

(8) تفسير القرآن العظيم لابي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي جزء 6 صفحة 262

 

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=1686
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 05 / 9