بسم الله الرحمن الرحيم
كثر الكذابة على الشيعة الى درجة اتهامهم بانهم يتهمون ازواج النبي (صلى الله عليه واله) بالزنى والعياذ بالله وهي من الشبه التي تنطلي على السذج الذين يحسنون الظن باشياخهم ويتبعونهم على غير هدى ومن غير التاكد من كلامهم ونحن نقول لهؤلاء السذج هاهو احد كبار مفسريكم وهو الالوسي صاحب تفسير روح المعاني للألوسي : وهو ممن كان يعيش في اوساط الشيعة وهي مدينة بغداد وعلى اطلاع تام يكذب هذه الدعوة ويردها بكل صراحة يقول:وقوله تعالى: { فَخَانَتَاهُمَا } بيان لما صدر عنهما من الخيانة العظيمة مع تحقق ما ينافيها من مرافقة النبـي (عليه الصلاة والسلام)، أما خيانة امرأة نوح (عليه السلام) فكانت تقول للناس: إنه مجنون، وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل على الضيف، رواه جمع وصححه الحاكم عن ابن عباس.
وأخرج ابن عدي والبيهقي في «شعب الإيمان» وابن عساكر عن الضحاك أنه قال: خيانتهما النميمة، وتمامه في رواية: كانتا إذا أوحى الله تعالى بشيء أفشتاه للمشركين، وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج أنه قال: خيانتهما أنهما كانتا كافرتين مخالفتين، وقيل: كانتا منافقتين، والخيانة والنفاق قال الراغب: ((واحد إلا أن الخيانة تقال اعتباراً بالعهد والأمانة، والنفاق يقال اعتباراً بالدين ثم يتداخلان، فالخيانة مخالفة الحق بنقض العهد في السر ونقيضها الأمانة، وحمل ما في الآية على هذا)) .
ولا تفسر هٰهنا بالفجور لما أخرج غير واحد عن ابن عباس «ما زنت امرأة نبـي قط» ورفعه أشرس إلى النبـي (صلى الله عليه وسلم)، وفي «الكشاف» لا يجوز أن يراد بها الفجور لأنه سمج في الطبع نقيصة عند كل أحد بخلاف الكفر فإن الكفر لا يستسمجونه ويسمونه حقاً .
ونقل ابن عطية عن بعض تفسيرها بالكفر والزنا وغيره، ولعمري لا يكاد يقول بذلك إلا ابن زنا، فالحق عندي أن عهر الزوجات كعهر الأمهات من المنفرات التي قال السعد: إن الحق منعها في حق الأنبياء (عليهم السلام) ، وما ينسب للشيعة مما يخالف ذلك في حق سيد الأنبياء (صلى الله عليه وسلم) كذب عليهم فلا تعول عليه وإن كان شائعاً. وفي هذا على ما قيل: تصوير لحال المرأتين المحاكية لحال الكفرة في خيانتهم لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالكفر والعصيان مع تمكنهم التام من الإيمان والطاعة .
|