بسم الله الرحمن الرحيم
هل من عاقل يفسر كلام البخاري هذا:
صحيح البخاري – كتاب تفسير القرآن – سورة (قل أعوذ برب الناس) - حديث رقم 4595 : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش وحدثنا عاصم عن زر قال: سألت أبي بن كعب، قلت: يا أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا فقال أبي: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي قيل لي فقلت قال فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
طبعا لا يوجد احد لكن اقول وردت السنة في بيان هذه الرواية.
وروى البيهقي في سننه ج2 ص 394 عن أبيّ بن كعب قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين فقال قيل لي فقلت فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زربن حبيش يقول سالت أبيّ بن كعب عن المعوذتين فقلت يا بالمنذر ان اخاك ابن مسعود يحكهما من المصحف ؟ قال اني سالت رسول الله صلى اللّه عليه وسلم قال : فقيل لي فقلت فنحن نقول كما قال (رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ). قال ابن حجر في لسان الميزان ج 3 ص 81 ( واختلف على أبيّ بن كعب في اثبات المعوذتين ) ومعنى كلام أبيّ ابن كعب كما تدعي هذه الروايات ان النبي صلى الله عليه وآله لم يصرح بان المعوذتين سورتان من القرآن , بل قال : قال لي جبرئيل : قل اعوذ برب الفلق قل اعوذ برب الناس ليعوذ بهما الحسنين فقط , وليس لتكونا جزء من القرآن هذه الامور وغيرها تدفع الباحث الى القول بان جو السلطة هو الذي كان يستنكر على الناس ويعيب عليهم قراءة المعوذتين في الصلاة وهو المسؤول عن نسبة هذه الروايات الى ابن مسعود وابن كعب وبسبب ذلك ذهب بعض الباحثين الى تكذيب نسبة هذا الراي الى ابن مسعود مثل الفخر الرازي والباقلاني وابن حزم .
مسند أحمد – حديث زر بن حبيش عن أبي بن كعب- ج5 ص 130 :
قال احمد بن حنبل حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبدة، وعاصم، عن زر، قال: قلت لأبي: إن أخاك يحكهما من المصحف، قيل لسفيان: ابن مسعود؟ فلم ينكر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "قيل لي، فقلت فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال سفيان: يحكهما: المعوذتين وليسا في مصحف ابن مسعود كان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين، ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته، فظن أنهما عوذتان، وأصر على ظنه، وتحقق الباقون كونهما من القرآن، فأودعوهما إياه .
مسند الحميدي - ج 1 ص 185 - حديث 374 :
حدثنا الحميدى قال حدثنا سفيان قال حدثنا عبدة بن أبى لبابة وعاصم بن بهدلة أنهما سمعا زر بن حبيش يقول : سألت أبى بن كعب عن المعوذتين فقلت: يا أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يحكهما من المصحف.قال: إنى سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قيل. والان هل اتضح تفسير الرواية لكن لماذا رواها البخاري هكذا؟
الجواب :حتى لا يتهم الصحابي ابن مسعود بتحريف القران وان استلزم ذلك الكذب والتدليس والتلاعب بالنصوص. ونحن هنا اذ نقول بهذا لا نريد ان نتهم الصحابي ابن مسعود بالتحريف فقد تكون الرواية مكذوبة عليه وانما اردنا ان نظهر اولا الامانة العلمية للبخاري في نقله للاحاديث وثانيا قوة (السلسلة الذهبية )في اسناد صحيح البخاري!!
أما مصادر الشيعة الإمامية ففي الوسائل : " عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن المعوذتين أهما من القرآن ؟ فقال الصادق عليه السلام : هما من القرآن . فقال الرجل : إنهما ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ولا في مصحفه فقال أبو عبد الله عليه السلام : أخطأ ابن مسعود ، أو قال : كذب ابن مسعود ، وهما من القرآن . فقال الرجل : فأقرأ بهما في المكتوبة ؟ فقال : نعم "
المصدر: وسائل الشيعة للحر العاملي رضوان الله تعالى عليه ج4ص786.
خلاصة القول: ان تسليم علماء أهل السنة بموقف ابن مسعود من المعوذتين لا يخفى على أحد، وكل من حاول منهم تأويل موقف ابن مسعود أو تخريجه بوجه مقبول فقد سلّم ضمنا إنكاره للمعوذتين.
|