• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : من نحن في التاريخ .
              • القسم الفرعي : الشيعة من الصحابة .
                    • الموضوع : ما حصل عليه الشيعة طوال خلافة الامام علي (عليه السلام) في خمس سنوات .

ما حصل عليه الشيعة طوال خلافة الامام علي (عليه السلام) في خمس سنوات

الامام علي (عليه السلام) طوال خلافته لأربع سنوات وتسعة اشهر, وان لم يوفَّق في إعادة الأوضاع المضطربة إلى حالتها الطبيعية, إلا انه قد وفق من ثلاث جهات أساسية:
1) استطاع أن يظهر شخصية النبي الكريم (صلى الله عليه واله) المضيئة بسيرته العادلة للناس, وخاصة الشباب, فقد كان يواسي أفقر الناس في عيشه, أمام تلك الأبهة التي كان يتصف بها معاوية, إذ كان لا يقل عن كسرى وقيصر, فالإمام علي (عليه السلام) لم يقدم أحدا من أصدقائه وأقربائه وعشيرته على الآخرين, ولم يرجح الغني على الفقير, ولا القوي على الضعيف.
2) مع كثرة المشاكل المنهكة للقوى, فقد استطاع أن يضع في متناول أيدي المسلمين الذخائر القيمة من المعارف الإلهية والعلوم الإسلامية الحقة.
وأما ما يقوله المخالفون لعلي (عليه السلام): انه كان رجلا شجاعا, ليس له علم بالسياسة, إذ كان يستطيع في بداية خلافته أن يرضي مخالفيه مؤقتا عن طريق المداهنة, وبعد أن يستتب له الأمر كان باستطاعته أن يحاربهم ويقضي عليهم.
ولكن هؤلاء قد غفلوا عن ملاحظة مهمة وهي أن خلافة علي كانت نهضة ثورية, وجدير بالنهضات الثورية, أن تكون بعيدة كل البعد عن المداهنة والرياء, وقد حدث مثيله في زمن النبي (صلى الله عليه واله) في أوائل بعثته, فطلب الكفار والمشركون منه الصلح عدة مرات وطلبوا منه ألا يتعرض لإلهتهم, وهم ملزمون بعدم التعرض لدعوته أيضا, ولكن النبي (صلى الله عليه واله) رفض هذا الاقتراح, في حين انه كان يستطيع أن يقيم معهم الصلح, ويحكم موقفه ثم ينهض بوجه أعدائه وفي الحقيقة أن الدعوة الإسلامية لن تسمح بإضاعة حق لإقامة حق آخر, أو أن تزيل باطلا بباطل آخر وفي القرآن آيات كثيرة في هذا الخصوص.
علما بأن أعداء علي (عليه السلام) ومخالفيه, لم يرتدعوا عن القيام بأي جرم وجناية ونقض للقوانين الإسلامية الصريحة (دون استثناء) بغية الوصول إلى أهدافهم, فكانوا يبررون مواقفهم وأعمالهم بأنهم من صحابة النبي (صلى الله عليه واله) ومن مجتهدي الأمة, ولكن الامام علي (عليه السلام) كان ملتزما بالأحكام الإسلامية.
ويروى عن علي (عليه السلام) ما يقارب من إحدى عشر ألف كلمة قصيرة في المسائل العقلية والاجتماعية والدينية وخطبه وكلماته البليغة مليئة بالمعارف الإسلامية, وهو الذي أسس قواعد اللغة العربية, ووضع الأسس والمقومات للأدب العربي, وهو أول من تبحر في الفلسفة الإلهية, وتكلم وفقا لطريقة الاستدلال الحر والبرهان المنطقي, وتعرض لمسائل فلسفية لم يتعرض لها فلاسفة العالم حتى ذلك الوقت, فاهتم بهذا الشأن اهتماما بالغا, وحتى في أحرج ساعات الحرب.
3) هذَّب وربَّى العديد من رجال الدين وعلماء الإسلام وكان من بينهم جمع من الزهاد وأهل المعرفة مثل: (اويس القرني) و ((كميل بن زياد) و (ميثم التمار) و (رشيد الهجري) ويعتبر هؤلاء من المنابع الأصيلة للعرفان من بين العرفانيين الإسلاميين, ويعتبر بعض منهم المصادر الرئيسية والأولية لعلم الفقه والكلام والتفسير وقراءة القرآن وغيرها.

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=1592
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12