بسم الله الرحمن الرحيم
لا يختلف في فرارعثمان في معركة((أحد ))اثنان . وهو موضع اجماع المؤرخين ، وكان يُعير به . وقد رجع بعد ثلاثة أيام ، فقال له رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لقد ذهبتم فيها عريضة ( 1 ) ! ! . وعن ابن عباس وغيره : ان آية : ( ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان ) نزلت بعثمان ( 2 ) .
بل في بعض النصوص : أن طلحة أراد أن يتنصر ، وعثمان أراد أن يتهود ( 3 ) .
لم يثبت من المهاجرين سوى علي ( عليه السلام ) :يقول حسان بن ثابت عن الانصار ، مشيرا الى فرار المهاجرين :
سماهم الله أنصارا لنصرهم دين الهدى ، وعوان الحرب يستعر
وجاهدوا في سبيل الله واعترفوا للنائبات فما خافوا ولا ضجروا
والناس الب علينا ثم ليس لنا الا السيوف وأطراف القنا وزر
ولا يهر جناب الحرب مجلسنا ونحن حين تلظى نارها سعر
وكم رددنا ببدر دونما طلبوا أهل النفاق وفينا أنزل الظفر
ونحن جندك يوم النعف من أحد إذ حزبت بطرا أشيعها مضر
فما ونينا وما خمنا ، وما خبروا منا عثارا وجل القوم قد عثروا ( 4 )
وأخيرا فقد تقدم : أن أبا بكر ، وسعدا ، وعمر ، وعثمان ، وطلحة والزبير كلهم من المهاجرين . وهنا نص يقول : انه لم يثبت أحد من المهاجرين الا رجل واحد ، وسبعة من الانصار قتلوا كلهم . ولاريب في أن هذا المهاجري هو علي ( عليه السلام ) ، للاجماع .
والنص هو : أخرج الامام أحمد ، عن أنس : أن المشركين لما رهقوا النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوم أحد - وهو في سبعة من الانصار ، ورجل من قريش - قال : من يردهم عنا ، وهو رفيقي في الجنة ؟ فجاء رجل من الانصار ، فقاتل حتى قتل . فلما رهقوه أيضا قال : من يردهم عنا ، وهو رفيقي في الجنة ؟ . . فأجابه أنصاري آخر ، وهكذا ، حتى قتل السبعة .
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما أنصفنا أصحابنا ( 5 ) .
ومن هذه النصوص نستفيد عدة امور:
1-منها ان الصحابة((العدول))بعضهم يرتكب الكبائر اذ من المتفق عليه ان الفرار من الزحف كبيرة.
2-انهم استدلوا على صحة خلافة الثلاثة بافضليتهم على غيرهم ومن الامور المذكورة في تفضيلهم جهادهم وشجاعتهم وهي مجرد دعاوى التي لاتقف امام التحقيق التاريخي.
3-رغم شهرة فرار عثمان نجد البعض ينكر ذلك بلا حياء.
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
( 1 ) راجع : تفسير المنار ج 4 ص 191 ، والجامع لاحكام القرآن ج 4 ص 244 ، وفتح القدير ج 1 ص 392 ، وتفسير القرآن العظيم ج 1 ص 414 ، وتفسير التبيان ج 3ص 26 ، وتاريخ الامم والملوك ج 2 ص 203 ، والارشاد للشيخ المفيد ص 50 ،والبحار ج 20 ص 84 ، والبداية والنهاية ج 4 ص 28 ، وشرح النهج للمعتزلي ج 15 ص 21 عن الواقدي لكن مغازي الواقدي المطبوع لم يصرح بالاسماء بل كنى عنها في ج 1 ص 277 لكن في الهامش قال : في ( نسخة عمر وعثمان ) ، والكامل لابن الاثير ج 2 ص 158 ، والسيرة الحلبية ج 2 ص 227 ، والسيرة النبوية لابن كثير ج 3 ص 55 ، والدر المنثور ج 2 ص 88 و 89 عن ابن جرير وابن المنذر ،وابن اسحاق وراجع : سيرة ابن اسحاق ص 332 ، وجامع البيان ج 4 ص 96 ،وغرائب القرآن ( مطبوع بهامش جامع البيان ) ج 4 ص 113 ، والتفسير الكبير للرازي ج 9 ص 50 و 51 ، وأنساب الاشراف ج 1 ص 326 . وراجع عن فراره يوم أحد وتخلفه يوم بدر : محاضرات الراغب ج 3 ص 184 ، ومسند أحمد ج 2ص 101 وج 1 ص 68 ، والصراط المستقيم للبياضي ج 1 ص 91 .
( 2 ) الدر المنثور ج 2 ص 88 ، وفتح القدير ج 1 ص 392 ، وراجع : جامع البيان ج 4ص 96 .
( 3 ) قاموس الرجال ج 5 ص 169 .
( 4 ) ديوان حسان بن ثابت ص 57 .
( 5 ) البداية والنهاية ج 4 ص 26 ، وحياة الصحابة ج 1 ص 533 . |