• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا التاريخية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : في عهد النبي (ص) .
                    • الموضوع : فرار ابي بكر يوم احد .

فرار ابي بكر يوم احد

بسم الله الرحمن الرحيم

صرح اكثر علماء الفريقين بعدم وجود نص على امامة ابي بكر واستدلوا على امامته بافضلييته على باقي الصحابة ومن مصاديق هذه الافضلية شجاعته وثباته في الحروب فهل هذه الدعوى صحيحة ؟

اذا جئنا الى تراث المسلمين نجد العديد من الروايات الصريحة والصحيحة في فراره في عدة مناسبات من هذه الروايات:

1-عن عائشة : كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد بكى ، ثم قال : ذاك كان يوم طلحة . ثم أنشأ يحدث ، قال : كنت أول من فاء يوم أحد ، فرأيت رجلا يقاتل مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت : كن طلحة ،حيث فاتني ما فاتني ، يكون رجلا من قومي ( 1 ) .

2-وحسب نص آخر ، عن عائشة ، عن أبيها : لما جال الناس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)يوم أحد كنت أول من فاء الى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فبصرت به من بعد ، فإذا برجل قد اعتنفني من خلفي مثل الطير ، يريد رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فإذا هو أبو عبيدة . قال الحاكم : صحيح الاسناد ( 2 ) .

3- قال الامير اسامة بن منقذ : لما دون عمر الدواوين ، جاء طلحة بنفر من بني تميم يستفرض لهم . وجاء أنصاري بغلام مصفر سقيم ، فسأل عنه عمر ، فأخبر أنه البراء بن أنس بن النضر ، ففرض له في أربعة آلاف ،وفرض لاصحاب طلحة في ستمائة ، فاعترض طلحة . فأجابه عمر :( اني رأيت أبا هذا جاء يوم أحد ، وأنا وأبو بكر قد تحدثنا : أن رسول الله قتل ، فقال : يا أبا بكر ، ويا عمر ، مالي أراكما جالسين ؟ ! ان كان رسول الله قتل ، فان الله حي لا يموت الخ ) ( 3 ) .

4 - قال زيد بن وهب لابن مسعود : وأين كان أبو بكر وعمر ؟ قال :كانا ممن تنحى ( 4 ) .

5 - قال المظفر( رحمه الله )ما معناه : انه كيف يتصور ثبات أبي بكر في ذلك اليوم الهائل ، وحومة الحرب الطاحنة التي لم يسلم فيها حتى النبي (صلى الله عليه وآله)، فضلا عن علي ( عليه السلام ) كيف يتصور ثباته في ظروف كهذه ، وما أصاب وما أصيب ، وكيف يسلم ، وهو قد ثبت ليدفع عن النبي (صلى الله عليه وآله)السيوف ، والرماح والحجارة ؟ ولا سيما مع ما يزعمه أولياؤه من أنه قرين النبي (صلى الله عليه وآله)في طلب قريش له ، حتى بذلوا في قتله ما بذلوه في قتل النبي (صلى الله عليه وآله)؟ ثم أتراهم ينعون اصبع طلحة ، ولا ينعون جراحة أبي بكر ( 5 ) ؟ ! .

6 - روى مسلم : أن رسول الله قد أفرد في أحد في سبعة من الانصار ورجلين من قريش ( 6 ) .قال الشيخ المظفر : ( ان أحد الرجلين علي ، والاخر ليس أبا بكر ،إذ لا رواية ، ولا قائل في ثباته ، وفرار سعد أو طلحة ) ( 7 ) .

هذا وقد ذكر في سح السحابة : أن الانصار قد قتلوا جميعا واحدا بعد واحد ( 8 ) .

ولكن رواية أخرى تقول : انهم سبعة من الانصار ، ورجل من قريش .

7 - ويرد الاسكافي على الجاحظ بقوله : ( أما ثباته يوم أحد ، فأكثر المؤرخين وأرباب السير ينكرونه ) ( 9 ) .

8 - لقد رووا بسند صحيح ، عن ابن عباس ، في قوله : ( وشاورهم في الامر ) : أبو بكر وعمر . ( 10 )

قال الرازي : ( وعندي فيه اشكال ، لان الذين أمر الله رسوله بمشاورتهم ، هم الذين أمره بالعفو عنهم ، ويستغفر لهم . وهم المنهزمون ،فهب أن عمر كان من المنهزمين ، فدخل تحت الاية ، الا أن أبا بكر ماكان منهم ، فكيف يدخل تحت هذه الاية ) ( 11 ) .

وأجابه المظفر بقوله : ( ان الاشكال موقوف على تقدير ثبات أبي بكر ، وهو خلاف الحقيقة . هذا ، والاية ظاهرة في الامر بمشاورتهم للتأليف ، كما يظهر من كثير من أخبارهم ، ومثله الامر بالعفو عنهم ،والاستغفار لهم ) ( 12 ) .

9 - فجزع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم جزعاً شديداً وقال: لن أصاب بمثلك، وكبر عليه خمساً وسبعين تكبيرة، وانهزم المسلمون حتى بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا ثلاثة نفر: علي والزبير وطلحة.(13).

والخلاصة انهم استدلوا على امامة ابي بكر بافضليته وشجاعته وقد عرفنا حجم الشجاعة المدعاة!!!!

 -------------------------------------------------------

( 1 ) منحة المعبود في تهذيب مسند الطيالسي ج 2 ص 99 ، وطبقات ابن سعد ج 3ص 155 ، والسيرة النبوية لابن كثير ج 3 ص 58 ، وتاريخ الخميس ج 1ص 431 ، عن الصفوة ، وابن أبي حاتم ، والبداية والنهاية ج 4 ص 29 عن الطيالسي ، وكنز العمال ج 10 ص 268 و 269 عن الطيالسي ، وابن سعد ، وابن السني ، والشاشي ، والبزار ، والدارقطني في الافراد ، وأبي نعيم في معرفة الصحابة ،والطبراني في الكبير والاوسط ، وابن عساكر ، والضياء في المختارة . وقد صرح في مقدمة الكنز بصحة ما يعزوه لبعض هؤلاء ، وحياة الصحابة ج 1 ص 272 عن ابن سعد وعن الكنز عمن تقدم باضافة ابن حبان ، ودلائل الصدق ج 2 ص 359 عن الكنز أيضا .

( 2 ) مستدرك الحاكم ج 3 ص 27 ، وتلخيصه للذهبي بهامش نفس الصفحة ، ودلائل الصدق ج 2 ص 359 عن المستدرك ، ومجمع الزوائد ج 6 ص 112 عن البزار .

( 3 ) لباب الاداب ص 179 ، وليراجع : حياة محمد لهيكل ص 265 .

( 4) الارشاد للشيخ المفيد ص 50 ، والبحار ج 20 ص 84 عنه .

( 5 ) راجع : دلائل الصدق للشيخ المظفر ج 2 ص 360 .

( 6 ) صحيح مسلم ج 5 ص 178 في أول غزوة أحد ، ودلائل الصدق ج 2 ص 359 ،وتاريخ الخميس ج 1 ص 346 عن سح السحابة .

( 7 ) دلائل الصدق ج 2 ص 359 .

( 8 ) تاريخ الخميس ج 1 ص 436 .

( 9 ) شرح النهج للمعتزلي ج 13 ص 293 ، وليراجع آخر العثمانية ص 339 .

( 10 ) مستدرك الحاكم ج 3 ص 70 ، وتلخيصه للذهبي هامش نفس الصفحة ،وصححاه على شرط الشيخين ، والدر المنثور ج 2 ص 90 عن الحاكم ، والبيهقي في سننه ، وابن الكلبي ، والتفسير الكبير للرازي ج 9 ص 67 عن الواحدي في الوسيط عن عمرو بن دينار ، ودلائل الصدق ج 2 ص 359 عمن تقدم .

( 11 ) تفسير الرازي ج 9 ص 67 .

( 12 ) دلائل الصدق ج 2 ص 359 .

(13) تاريخ اليعقوبي باب وقعة احد.


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=1571
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12