• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : عقائدنا (الشيعة الامامية) .
              • القسم الفرعي : حول القرآن الكريم .
                    • الموضوع : موقف الإسلام من الحجاب في ضوء القرآن الكريم .

موقف الإسلام من الحجاب في ضوء القرآن الكريم

من الأمور التي فرضها الإسلام الحجاب على المرأة، والآيات الكريمة التي نصت على وجوبه، بعضها موجه لنساء المؤمنين والبعض الآخر لنساء النبي. وقد أراد الإسلام بهذا التشريع أن يحفظ‍ للمرأة حياءها وشرفها من أن تعبث به العيون الشرهة والنفوس المريضة وصيانتها من التبذل والاختلاط المشين الذي يُعرّضها لأن تكون مهدورة الكرامة فريسة لأصحاب الشهوات والأهواء وان لا تحوم حولها الشبهات وتمتد إليها ألسنة المنافقين والمرّجفين.
وقد بلغ من حرصه على أن لا تمسها ألسنة أهل السوء أن جعل النيل من كرامتها والتحدي لشرفها من الموبقات وجعله بمنزلة الشرك باللّه وقتل النفس بغير حق، وسجل القرآن على الذين يرمون المحصنات اللعنة في الدنيا والآخرة وفرض على الحاكم جلدهم ثمانين جلدة تأديبا لهم كي لا يعودوا لمثل ذلك ولم يقبل لهم شهادة أبدا، قال سبحانه: (والذين يرمون المحصنات ثمّ لم يأتوا بأربعة شهداء، فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلاّ الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن اللّه غفور رحيم). وقال في آية أخرى: (أن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم).
فمن الآيات التي وجهها القرآن لنساء النبي، قوله سبحانه: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) وهي صريحة في النهي عن التبرج والخروج كما كن يخرجن قبل الإسلام. وكما نصت هذه الآية على عدم جواز التبرج، فقد نصت بعض الآيات على أن على المؤمنين إذا أرادوا أن يسألوهن شيئا أن يكون ذلك من وراء حجاب صونا للفريقين عن الوساوس والشهوات.
قال سبحانه بعد بيان جملة من الآداب التي يجب على المؤمنين التزامها مع الرسول: (وإذا سألتموهن شيئا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول اللّه ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده).
وكما خاطب القرآن نساء النبي وكلفهم بالحجاب خاطب المؤمنين ونساءهم بمثل ذلك كما ذكرنا وأمرهم بغض الأبصار وحفظ الفروج وعدم التبّرج لغير أزواجهن. قال سبحانه: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم)، (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلاّ ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلاّ لبعولتهن أو أبنائهن أو آباء بعولتهن). وأول ما خاطب الرجال بغض الأبصار وحفظ الفروج عما لا يجوز النظر إليه، وبعد أن بين تكليف الرجل من حيث جواز النظر وعدمه توجه إليها بالخطاب يأمرها بغض بصرها عما لا يجوز النظر إليه وحفظ فْرجها عن كل احد إلاّ عن زوجها، ونهاها أن تبدي زينتها لأي كان من الناس إلاّ عن الأخ و الابن والأب وما يتفرع عن هؤلاء.
وعند جميع المسلمين لا يجوز النظر إلى جسد المرأة وشعرها ومحاسنها، فما عليه الكثيرات من النساء يخالف التشريع الإسلامي ولا يتفق مع تعاليمه وآدابه ولا يقره الدين بحال من الأحوال، ولا مصدر له إلاّ تدهور الأخلاق وتجاهل القيم الإنسانية والمبادئ الإسلامية العالية.
لقد أدرك الاستعمار بأن العقيدة الإسلامية ومبادئ الإسلام يشكلان خطرا على نفوذه وسيطرته. فيما لو قدر للمسلمين أن يطبقوا نصوص الإسلام وتعاليمه، فأتجه هو ودعاته إلى محاربة العقيدة الإسلامية وتوجيه المسلمين توجيها يصرفهم عن واقع دينهم، ليبقى له نفوذه وسلطانه ما يسهّل له طرق الاستغلال والاستثمار والسيطرة عليهم. لقد نادى بحرية المرأة ونادى بها الإسلام من قبل، ولكن الإسلام نادى بها في حدود الصون والكرامة والعزة وأعطاها حقها كاملا غير منقوص وأمدّها بكل أسباب القوة التي تهيئها لأداء مهمتها في الحياة. ونادى بها أعداء الإسلام في حدود الأزياء والألوان والشواطئ التي تجمع الرجال والنساء عراة من كل شيء إلاّ من الشهوات الجامحة والنفوس المريضة، وعلى كل حال فالنصوص القرآنية فرضت على المرأة أن تلتزم جانب الحشمة ولا تجعل من نفسها فريسة لذوي الشهوات والغرائز الشرْهة وسلكت بها الطريق الذي لا جور فيه ولا عدوان عليها، فنهتها عن إبداء زينتها إلاّ ما ظهر منها. وقد جاء في تفسيرها أن المراد بما ظهر منها هو الوجه والكفان وإليه ذهب جماعة من علماءنا، وصرّحت بذلك بعض الروايات الصحيحة كصحيحة مسعدة بن زياد، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) وقد سئل عما تظهر المرأة من زينتها قال: الوجه والكفان، ويؤيد ذلك قوله سبحانه: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) والخمار ثوب تغطي به المرأة رأسها وترسل الباقي منه على ظهرها، وقال جماعة من علماء الشيعة: يجب ستر الوجه والكفين عملا بإطلاق الآية، فيكون المراد من المستثنى وهو ما ظهر منها الملابس والثياب الظاهرة. وفي بعض التفاسير أن المراد بما ظهر هو ما أظهرته الريح بدون قصد منها، ومهما كان المراد فالحجاب مفروض في الإسلام ونص عليه الكتاب والسنة والقدر المتبقي منه ما عدا الوجه والكفين.

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=1510
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 04 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 05 / 9