• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : عقائدنا (الشيعة الامامية) .
              • القسم الفرعي : في صفات الله .
                    • الموضوع : هل القرآن مخلوق أم قديم؟ .

هل القرآن مخلوق أم قديم؟

بسم الله الرحمن الرحيم

كلامَ اللَّهِ حادثٌ وليس بقديمٍ، لأنّ كلامَهُ هو فِعْلُه، ومن الواضح أنّ الفِعلَ حادثٌ، فَيَنتُجُ من ذلك أنّ «التكلّم» أمرٌ حادِثٌ أيضاً.
ومع أنّ كلامَ اللَّه حادثٌ قطعاً فإنّنا رعايةً للأدب، وكذا دَرءاً لسوءِ الفهم لا نقول: إنّ كلام اللَّه (القرآن) مخلوق إذ يمكن أن يصفه أحدٌ في ضوء ذلك بالمجعول والمختلق وإلّا فإنّ ما سوى الله مخلوقٌ قطعاً. يقول سليمان بن جعفر الجعفري: سألت الإمامَ عليَ بن موسى بن جعفر (عليه السلام): يا اْبن رسول الله أخبِرني عن القرآن أخالقٌ أو مخلوقٌ؟ فأجاب (عليه السلام) قائلًا: «ليس بخالقٍ ولا مخلوقٍ، ولكنّه كلامُ اللَّه عزّ وجلّ»«1».
وهنا لابدّ من التذكير بنقطةٍ تاريخيةٍ في هذا المجال وهي أنّه طُرحت في أوائل القرن الثالث الهجري، في عام 212  في أوساط المسلمين مسألة ترتبط بالقرآن الكريم، وهي: هل القرآنُ حادثٌ أو قديمٌ؟ وقد صارت هذه المسألة سبباً للفرقة والاختلاف الشديدين، على‏ حين لم يمتلك القائلون بِقدَم القرآن أيَّ تبرير صحيح لمزعمتهم، لأنّ هناك احتمالات يكون القرآنُ حسب بعضها حادثاً، وحسب بعضها الآخر قديماً.
فإذا كان المقصود من القرآن هو كلماته التي تُتلى وتُقرَأ، أو الكلمات التي تلقّاها الأمينُ جبرائيل، وأنزلها على قلب رسول اللَّه (صلى الله عليه و آله و سلم) فإنّ كل ذلك حادثٌ قطعاً ويقيناً. وإذا كان المقصود هو مفاهيم الآيات القرآنية ومعانيها، والتي يرتبط قسمٌ منها بقصص الأنبياء، وغزوات الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم)، فهي أيضاً لا يمكن أن تكون قديماً. وإذا كان المقصودُ هو علم اللَّه بالقرآن لفظاً ومعنى فإنّ من القطعيّ والمسلَّم به هو أنّ علم الله قديمٌ، وهو من صفات الذات، ولكن العلِمَ غيرُ الكلام كما هو واضحٌ.
((1))التوحيد للصدوق ص223باب القران ماهو الحديث2

 

 

 

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=13
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12