بسم الله الرحمن الرحيم
دأب شيعة أهل البيت (عليهم السلام) بالتخلق بأخلاق أئمتهم والاقتداء بهم والتأسي بهم، فلقد كانت أخلاق أهل البيت (عليهم السلام) هي نفس أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي وصفه القرآن وقال: (إنك لعلى خلق عظيم).
فعن أبي أسامة قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) لأودعه فقال لي: يا زيد ما لكم وللناس قد حملتم الناس علي والله ما وجدت أحداً يطيعني ويأخذ بقولي إلا رجل واحد، رحم الله عبد الله بن أبي يعفور فإنه أمرته واوصيته بوصية، فاتبع قولي وأخذ بأمري، والله ان الرجل منكم ليأتيني فاحدثه بالحديث لو امسكه في جوفه لعز، وكيف لا يعز من عنده ما ليس عند الناس يحتاج الناس إلى ما في يديه ولا يحتاج إلى ما في ايدي الناس فآمره ان يكتمه فلا يزال يذيعه حتى يذل به عند الناس ويغير به، قلت: جعلت فداك ان رأيت كف هذا عن مواليك فانه إذا بلغهم هذا عنك شق عليهم، فقال: اني اقول والله الحق وانك تقدم غدا الكوفة، فيأتيك اخوانك ومعارفك فيقولون ما حدثك جعفر فما انت قائل؟ قال: أقول لهم ما تأمرنى به لا اقصر عنه ولا اعدوه إلى غيره، قال: اقرأ من ترى انه يطيعني ويأخذ بقولي منهم الاسلام واوصيهم بتقوى الله والورع في دينهم والاجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الامانة وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمد وادوا الامانة إلى من أئتمنكم عليها من بر او فاجر فان رسول الله كان يأمر برد الخيط والمخيط صلوا في عشايرهم واشهدوا جنايزهم وعودوا مرضاهم وأدوا حقوقهم، فان الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الامانة وحسن خلقه مع الناس قيل هذا جعفري فيسرني ذلك، وقالوا: هذا ادب جعفر، وإذا كان على غير ذلك علي بلاؤه وعاره، والله لقد حدثنى ابي ان الرجل كان يكون في القبلة من شيعة علي رضوان الله عليه فكان اقضاهم للحقوق وأداهم للامانة واصدقهم للحديث اليه وصاياهم وودايعهم يسأل عنه فيقال من مثل فلان فاتقوا الله وكونوا زينا ولا تكونوا شينا جروا الينا كل مودة وادفعوا عنا كل قبيح فانه ما قيل لنا فما نحن كذلك لنا حق في كتاب الله وقرابة من رسول الله وتطهير من الله وولادة طيبة لا يدعيها احد غيرنا إلا كذاب، اكثروا ذكر الله وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبي، فان الصلاة عليه عشر حسنات، خذ بما اوصيتك به واستودعك الله.
هذه واحدة من الروايات التي توضح مدى خلق الأئمة ووصاياهم لمواليهم بالأخلاق الحميدة وحسن المعاشرة. |