• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : عقائدنا (الشيعة الامامية) .
              • القسم الفرعي : في صفات الله .
                    • الموضوع : الإرادةُ والإختيار .

الإرادةُ والإختيار

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الفاعلَ الواعي لفعله أكملُ من الفاعِلِ غير الواعي لفعله، كما أنّ الفاعلَ المريدَ لفعلِهِ المختار فيه (وهو الّذي إذا أراد أن يفعلَ فَعَل، وإذا لم يُردْ أن يفعَلَ لم يفعل) أكمل من الفاعل المضطرّ المجبور، أي الذي ليس أمامَه إلّاأحد أمرين: إمّا الفعل وإمّا الترك.
وبالنظر إلى ما قلناه، وكذلك نظراً إلى أنّ الله أكملُ الفاعلين في صفحة الوُجود، فإنَّ من البديهي أن نقول إنَّ اللَّهَ فاعلٌ مختارٌ، وليس تعالى بمجبورٍ من جانب غيرهِ، ولا بمضطرٍ من ناحية ذاته. والمقصود من قولنا: إن الله مريدٌ، هو أنّه تعالى مختارٌ وليس بمجبورٍ ولا مضطَرّ. إنّ الإرادة- بمعناها المعروف في الإنسان والذي هو أمر تدريجي وحادث- لا مكان لها في الذات الإِلهيّة المقدسة. من أجل هذا وُصِفت الإرادة الإلهيّة في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) بأنّها نفسُ إيجاد الفعل وعينُ تحقّقه، مَنعاً من وقوع الأَشخاص في الانحراف والخطأ في تفسير هذه الصفة الإلهيّة وتوضيحها. قال الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام): «الإرادة من الخَلق: الضميرُ وما يَبْدُو لهم بعدَ ذلك من الفِعْل. وأمّا مِنَ اللَّه تعالى فإرادتُهُ: إحداثُه لاغير، ذلك لأنَّه لايُرَوّي ولايَهِمُّ ولا يَتَفَكَّرُ، وهذهِ الِصّفاتُ مَنْفيّةٌ عَنْهُ وَهيَ صِفاتُ الخَلْقِ. فإرادَةُ اللَّهِ، الفِعْلَ؛ لا غير ذلكَ يَقولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ بلا لَفْظٍ ولا نُطْقٍ بلسان ولا همّة ولا تفكّر ولا كيف لِذلِكَ، كما أنَّه لا كيفَ له» «1». وقد وقع الخلاف في صفة الارادة هل هي صفة ذات او صفة فعل فعلى الضابطة الاولى وهي ان الصفة ان امكن انتزاعها من نفس الذات ولا نحتاج الى قياس الذات الى غيرها فهي صفة ذات واذا لم يمكن فهي صفة فعل كانت صفة الارادة بمعنى الاختيار صفة ذات لان الذات كافية لانتزاع صفة الاختيار؛وعلى الضابطة الثانية وهي ان اتصفت الذات بالصفة ونقيضها فهي صفة فعل والا كانت صفة ذات تكون صفة الارادة صفة فعل لان الله يتصف بها وبنقيضها (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) فظهر ممّا ذكرناه: انّ وصفه سبحانه في مقام الذات بأنّه مريد، بمعنى انّه مختار ووصفه به في مقام الفعل بمعنى انّه موجد ومحدث.
((1))اصول الكافي ج1ص109الرواية الثالثة باب الارادة من صفات الفعل وسائر صفات الفعل.

 

 

 

 

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=11
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12