• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : ردودنا الفقهية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : مواضيع مختلفة .
                    • الموضوع : القرآن عند الشيعة والسنة مصونٌ من التحريف .

القرآن عند الشيعة والسنة مصونٌ من التحريف

بسم الله الرحمن الرحيم

أطول معارضة في التاريخ تواجه أشرس الهجومات:
تعودنا نحن الشيعة على التعامل مع خصومنا بصَبْرٍ ونَفَس طويل، فقد بدأ اضطهادنا من يوم وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فكنا المعارضة لحكومات تحالف قريش ضد أهل البيت (عليهم السلام). والمعارضة يجب أن تتحمل أذى الدولة وإعلامها وحملات اضطهادها، وهي حملاتٌ لم تختلف علينا عبر العصور إلا بين الأشد والشديد!
وقد ابتلينا في عصرنا بفئة روَّجت لاتهامنا بعدم الإيمان بالقرآن، ووظفوا من يكتب ضدنا نيابة عنهم من الهند والشام، فكتب الهندي الوهابي إحسان إلهي ظهير في كتابه الشيعة والسنة/65، تحت عنوان: الشيعة والقرآن: (من أهم الخلافات التي تقع بين السنة والشيعة هو اعتقاد أهل السنة بأن القرآن المجيد الذي أنزله الله على نبينا (صلى الله عليه واله) هو الكتاب الأخير المنزل من عند الله الى الناس كافة وأنه لم يتغير ولم يتبدل... وأما الشيعة فإنهم لايعتقدون بهذا القرآن الكريم الموجود بأيدي الناس.. مكابرين للحق وتاركين للصواب. فهذا هو الاختلاف الحقيقي الأساسي بين أهل السنة والشيعة، بين المسلمين والشيعة لأنه لا يكون الإنسان مسلماً إلا باعتقاده أن القرآن هو الذي بلغه رسول الله (صلى الله عليه واله) الى الناس كافة بأمر من الله عزوجل).انتهى.
والطبعة التي نقلنا منها هي الثلاثون، طبعوها في باكستان وعلى غلافها عناوين ثلاث عشرة مكتبة لتوزيعه في السعودية! ومثله عشرات الكتب والمنشورات والأشرطة، بألوف النسخ وبعضها بملايين النسخ، نشروها في أنحاء العالم الإسلامي، وفي المهجر في أوروبا وأمريكا! ووزعوا منها على الحجاج حتى كان نصيب كل حاج حسب ما نشرته جرائدهم عشرة كتب وخمسة أشرطة! وكلها تطعن في الشيعة أو تكفِّرهم وتُخرجهم من الإسلام، وفي طليعة التُّهم أنهم كافرون بالقرآن ويلعنون الصحابة أبا بكر وعمر وعثمان وحفصة وعائشة ومعاوية!
إن القضية عندهم نفسها عند أجدادهم الخوارج، أنهم يريدون أن يقاتلوا المسلمين فهم محتاجون الى تكفيرهم، وإلا فقدوا المبرر لقتالهم! ولذا تراهم يتشبثون بأي طِحْلِبٍ ليكفروك به! وقد وجدوا في مصادر الشيعة بعض روايات يفهم منها أن الخلافة حذفت من القرآن بعض آيات نزلت في أهل البيت (عليهم السلام)، وقد ردها علماؤنا وضعفوها، لكن (بني خصام) الراغبين في جهادنا وقتلنا، زعموا أنا نقبل تلك الروايات ونقول بتحريف القرآن!
وفي نفس الوقت أغمضوا عيونهم عن أضعافها في مصادرهم، وهي صريحة في تحريف القرآن، بل في جواز تحريفه، وقد رد علماؤهم أكثرها أو أوَّلوها، كما فعل علماؤنا في رواياتهم!

خلاصة ردود علماء الشيعة:

1 - إن واقع الشيعة في العالم يكذب التهمة: فالشيعة ليسوا طائفة تعيش في قرية حتى يخفى قرآنهم الذي يعتقدون به! بل هم عشرات الملايين في أكثر بلاد العالم الإسلامي، وهذه وبيوتهم ومساجدهم وحسينياتهم ومدارسهم وحوزاتهم العملية، لا يوجد فيها إلا نسخة هذا القرآن، ولو كانوا لا يعتقدون به أو يعتقدون بغيره دونه أو معه، فلماذا يقرؤونه دون غيره؟ ولماذا يدرسونه دون غيره؟!
2 - إن مذهب التشيع مبني على التمسك بالقرآن والعترة عليهم السلام، فكيف ننكر أحد ركني مذهبنا؟! وحديث الثقلين ثابت متواتر عند الشيعة والسنة رواه أحمد: 3/17: (عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه واله) قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروني بم تخلفوني فيهما؟!).
3 - والشيعة أصحاب قاعدة عرض الأحاديث على القرآن: ففي الكافي:1/69: (عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمنى فقال: أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله... عن أيوب بن الحُرّ قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كل شئ مردودٌ الى الكتاب والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف). وفي التهذيب:7/275: (إذا جاءكم منا حديث فاعرضوه على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالفه فاطرحوه أو ردوه علينا).
4 - وكل ثقافة الشيعة مبنية على القرآن: فهذا تاريخهم عبر القرون وفقههم وعقائدهم وتفسيرهم ومؤلفاتهم الكثيرة الغزيرة، كانت وما زالت محورها القرآن والسنة ، ولا أثر فيها لقرآن آخر!
5 – وهذه تفاسيرهم ومؤلفاتهم حول القرآن: فقد أحصت دار القرآن الكريم في قم مؤلفات الشيعة في التفسير فقط، فزادت على خمسة آلاف مؤلف، ومعناه أن مساهمتهم في تفسير القرآن أكثر من غيرهم!
6 - فقه الشيعة أكثر تشدداً في احترام القرآن: فلا يجوز عندنا مس خط القرآن لغير المتطهر، ولا القيام بأي عمل يعتبر إهانةً للقرآن ولو لم يقصد صاحبه الإهانة، كأن يضع نسخته في مكان غير مناسب، أو يرميها رمياً غير لائق، أو ينام والمصحف في مكان مواجه لقدميه، أو يضعه في متناول طفل يسئ الى قداسته.. الى آخر هذه الأحكام .
7 - وقد صدرت فتاوى علماء الشيعة جواباً على تهمة الخصوم، بأن الشيعة يعتقدون بسلامة هذا القرآن وأنه المنزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دون زيادة أو نقيصة، وهذه نماذج من فتاوى علمائهم:
رأي الصدوق قدس سره : (إعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة، وعندنا أن الضحى وألم نشرح سورة واحدة، ولإيلاف وألم تر كيف، سورة واحدة (في الصلاة) ومن نسب إلينا أنا نقول أكثر من ذلك فهو كاذب).
رأي المفيد قدس سره: (وأما الوجه المجوز فهو أن يزاد فيه الكلمة والكلمتان والحرف والحرفان وما أشبه ذلك، مما لا يبلغ حد الإعجاز، ويكون ملتبساً عند أكثر الفصحاء بكلم القرآن، غير أنه لابد متى وقع ذلك من أن يدل الله عليه ويوضح لعباده عن الحق فيه. ولست أقطع على كون ذلك بل أميل الى عدمه وسلامة القرآن عنه).
رأي الشريف المرتضى قدس سره: (المحكي أن القرآن كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مجموعاً مؤلفاً على ما هو عليه الآن، فإن القرآن كان يحفظ ويدرس جميعه في ذلك الزمان... وأنه كان يعرض على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويتلى عليه، وأن جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وأبيّ بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عدة ختمات. وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعاً مرتباً غير منثور، ولا مبثوث).
رأي الشيخ الطوسى قدس سره: (وأما الكلام في زيادته ونقصانه، فمما لا يليق به أيضاً، لأن الزيادة فيه مجمعٌ على بطلانها، والنقصان منه فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا، وهو الذي نصره المرتضى رحمه الله، وهو الظاهر في الروايات).
رأي الشيخ الطبرسي قدس سره: ( فإن العناية اشتدت ، والدواعي توفرت على نقله وحراسته، وبلغت الى حد لم يبلغه فيما ذكرناه، لأن القرآن معجزة النبوة، ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية، حتى عرفوا كل شيء اختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته، فكيف يجوز أن يكون مغيراً، أو منقوصاً). انتهى. ويطول الكلام لو أردنا نقل كلمات علمائنا، وقد ألف عدد منهم كتباً مفردة في نفي التحريف ورد التهمة عن الشيعة، فراجع التحقيق في نفي التحريف لآية الله الميلاني، وتدوين القرآن, وصيانة القرآن للسيد مرتضى الرضوي...الخ.

 

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=1093
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12