بسم الله الرحمن الرحيم
إن البعض يحاول أن يتمسك او يستدل بروايات مختلقة أو يقوم باختلاقها من أجل أن يظهر صورة حسنة عن الشيخين من جهة وان يشوّه الصورة الحقيقة للإمام علي (عليه السلام)، وبطبيعة الحال إنها محاولات فاشلة ومردودة، فمما رووه عن علي (عليه السلام) في فضل الشيخين، الرواية التي ذكرها هؤلاء أنّه قال: خير الناس بعد النبيين أبو بكر ثمّ عمر ثمّ الله أعلم.
وليس هذا اللفظ وحده، فلهم أحاديث أُخرى، وألفاظ أُخرى أيضاً ينقلونها عن علي (عليه السلام) في فضل الشيخين.
بحيث يصلوا إلى هذه النتيجة: وهي أن هذا اعتراف الامام بافضلية الرجلين على علي (عليه السلام) وغيره؟ ويقولوا: كيف نوفّق بين الكلام المتقدم وما ترويه الشيعة من كلام الامام ضد الشيخين؟
أما الجواب على هذا الكلام فبأمرين:
الأمر الأول: أن أبا بكر نفسه يعترف بأنّه لم يكن خير الناس، أفلم يقل: ولّيتكم ولست بخيركم؟، وهذا موجود في الطبقات لابن سعد(1) أو: أقيلوني فلست بخيركم.
كما في المصادر الكثيرة (2)، سيرة ابن هشام (3)، تاريخ الخلفاء(4).
الأمر الثاني: ذكر صاحب الاستيعاب بترجمة أمير المؤمنين (سلام الله عليه)(5)، وذكر ابن حزم في كتاب الفصل(6)، وغيرهما من كبار الحفّاظ: إنّ جماعة كبيرة من الصحابة كانوا يفضّلون علي (عليه السلام). فإذا كان علي (عليه السلام) بنفسه يعترف بأفضليّة الشيخين منه، فكيف كان أولئك يفضّلون عليّاً عليهما؟
لقد ذكروا أسماء عدّة من الصحابة كانوا يقولون بأفضليّة علي (عليه السلام) منهم: أبو ذر، وسلمان، والمقداد، وعمّار، و....
أفعلي (عليه السلام) يعترف بأفضليّة الشيخين منه!! إنما هي أخبار مكذوبة على أمير المؤمنين (سلام الله عليه).
والحمد لله رب العالمين.
____________
(1) الطبقات الكبرى: 3 / 139.
(2) مجمع الزوائد: 5 / 183.
(3) سيرة ابن هشام: 2 / 661.
(4) تاريخ الخلفاء: 71.
(5) الاستيعاب في معرفة الأصحاب: 3/ 1090.
(6) الفصل في الملل والنحل: 4/ 181.
|