• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : ردودنا العقائدية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : حول صفات الله .
                    • الموضوع : شبهة وجود رواية شيعية تدل على ان الله له جسم من لحم .

شبهة وجود رواية شيعية تدل على ان الله له جسم من لحم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وردت رواية في بحار الأنوار مفادها: عن أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن مالك الجهني قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أنا شجرة من جنب الله، أو جذوة، فمن وصلنا وصله الله(1). فأشكل المستكشل ـ كعادته ـ على الشيعة بأنهم يقولون أن الله جسم من لحم، لان الرواية تشير الى ذلك. فيقول:أولاً: إن الجنب: هو جزء من الجسم وجانب منه فإمامهم جزء من الله؟وثانياً: إن الجذوة بالكسر: القطعة من اللحم. ذكره الفيروز آبادي، وقال: ما أحسن شجرة ضرع الناقة، أي قدره وهيئته، أو عروقه وجلده ولحمه.وعليه: فإمامهم يقول انه جذوة أي قطعة من اللحم فيجب ان يكون الكل وهو الله جسم من لحم؟ورداً على صاحب الإشكال نقول ـ وبعد أن نتغاضا عن سند الرواية، حيث يقع الكلام من ناحية المتن ـ: رداً على الاشكال الاول: إن الجنب هو الطاعة لا الجزء كما توهمه المشكل. فيكون معنى الحديث: ان طاعته هي طاعة الله (انا شجرة من جنب الله) اي الشجرة موصولة مع اوراقها كاللحم في جسد واحد. وأيضاً في نفس الصفحة التي اتى بهذا الحديث ج24 - ص 199، يوجد قول قبل هذا الحديث: قال الصدوق رحمه الله: الجنب: الطاعة في لغة العرب، يقال: هذا صغير في جنب الله، أي في طاعة الله عزوجل. فمعنى قول أميرالمؤمنين (عليه السلام) : أنا جنب الله: أي أنا الذي ولايتي طاعة الله، قال الله عزوجل: (أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله) أي في طاعة الله عزوجل.
وكذلك بعد هذا الحديث جاء: قال السيد الرضى رضى الله عنه: قال قوم: معناه في ذات الله وقال قوم: في طاعة الله و في امر الله، وذكر الجنب على مجرى العادة في قولهم: هذا الامر صغير في جنب ذلك الامر أى في جهته لانه إذا عبر عنه بهذه العبارة دل على اختصاصه به من وجه قريب من معنى صفته.
وقال بعضهم: أى في سبيل الله أو في الجانب الاقرب إلى مرضاته بالاوصل إلى طاعاته، ولما كان الامر كله يتشعب إلى طريقين: احداهما هدى ورشاد، والاخرى غي وضلال وكل واحد مجانب لصاحبه اى هو في جانب والاخر في جانب وكان الجنب والجانب بمعنى واحد حسنت العبارة ههنا عن سبيل الله بجنب الله.وثانياً: ان الجذوة معناها الثبوت كما ذكر ذلك ابن منظور في لسان العرب كل من ثبت على شيء فقد جَذَا عليه؛ قال عمرو بن جميل الأَسدي: لم يُبْقِ منها سَبَلُ الرَّذاذِ غيرَ أَثافي مِرْجَلٍ جَوَاذِ وفي حديث ابن عباس: فجَذَا على ركبتيه أَي جَثا........ وقال الأَصمعي: الجَواذي الإبلُ السِّراع اللاتي لا ينبسطن في سيرهن ولكن يَجْذُون ويَنْتَصِبْنَ.
والجِذْوَة والجَذْوة والجُذوة: القَبَسة من النار.وقال صاحب صحاح اللغة الجَذْوَةُ والجُذْوَةُ والجِذْوَةُ: الجمرةُ الملتهبة، والجمع جِذىً وجُذىً وجَذىً. قال مجاهدٌ في قوله تعالى: (أو جَذْوَةٍ من النار) أي قطعة من الجمر. قال: وهي بلغة جميع العرب.وعليه يكون معنى الحديث ان الامام متصل بالله ومبعوث منه كما نقول هذه جذوة من هذه النار فكلام الامام تعبير مجازي يظهر به (عليه السلام) شدة قربه واتصاله من الله تبارك وتعالى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار: ج24 ص199 - 200.

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=947
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 05 / 9