• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : ردودنا العقائدية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : حول عصمة الانبياء .
                    • الموضوع : اية (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ) هل تنافي العصمة؟ .

اية (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ) هل تنافي العصمة؟

بسم الله الرحمن الرحيم


هل ان النبي محمد (صلى الله عليه واله) كانت عنده ذنوباً قبل بعثته وبعد بعثته المباركة - والعياذ بالله -؟ وإن كان الجواب بالنفي فكيف يوجه قول الله تعالى: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا)
. في الجواب على هذا التساؤل نقول: قال تعالى: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا)(1)
إنّ الفتح المبين الذي أشارت اليه الآية الكريمة هو فتح مكة أو صلح الحديبية الذي أدى إلى فتح مكة، كما أورده أهل التفسير. فالآية التي بعدها مرتبطة بها فما التوجيه لها؟
في البداية لابد لنا أن نعرف معنى الذنب فيقال: ذنبته: أصبت ذنبه، ويستعمل في كل فعل يستوخم عقباه اعتباراً بذنب الشيء، ولهذا يسمى الذنب تبعة، اعتباراً لما يحصل من عاقبته، وجمع الذنب ذنوب، قال تعالى: (فأخذهم الله بذنوبهم)، وليس كما هو مترسخ في أذهاننا بأن ذلك لازمه مخالفة للأمر المولوي والذي يستوجب العقاب. ومن خلال الدعوة التي تبناها الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) والتي أدت الى طمس دين ومعتقدات المشركين بالاضافة الى قتل شبابهم وصناديدهم بعد الهجرة، فولد ذلك عندهم ذنب أضمروه في نفوسهم، وبهذا الفتح كسر شوكتهم وأطفأ النيران في قلوبهم بعدما دخلوا في الاسلام، فكان ذلك الفتح مغفرة له (صلّى الله عليه وآله) ما تقدم من الذنب عندهم قبل الهجرة (بالدعوة وإفساد دينهم)، وبعد الهجرة (بالقتل وسفك الدماء)، ويدل على ذلك قوله تعالى: (وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا). ويؤيد ذلك ما أورده الرضا (عليه السلام) في إجابته لسؤال سأله إياه المأمون حول هذه الآية، فقال (عليه السلام) : لم يكن أحد عند مشركي مكة أعظم ذنباً من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستين صنماً فلما جاءهم بالدعوة إلى كلمة الإخلاص كبر ذلك عليهم وعظم، و قالوا (أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب، وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق) فلما فتح الله على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة قال: يا محمد إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر عند مشركي مكة بدعائك إلى توحيد الله فيما تقدم وما تأخر لأن مشركي مكة أسلم بعضهم، وخرج بعضهم عن مكة، ومن بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد إذا دعا الناس إليه فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفوراً بظهوره عليهم. فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن. ومنهم من يقول بان الذنب هو ذنب أمة محمد (صلّى الله عليه وآله) وباعتباره هو الأب لهذه الأمة فهو يتحمل أخطاءها من باب العطف والرعاية، كما انّ الأب عندما يخطئ أحد أبنائه مع أحد يعتذر الأب مكانه وكأنه صاحب الذنب وكذلك يعتبره الناس هو المسؤول..

(1) الفتح 1، 2، 3.


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=921
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12