بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إنّ تصديقَ النبيّ السابق للنبيّ اللاحقِ هو أحد الطرق لإثبات دعوى النبوة، وذلك لأنّ الفرض هو أنّ نبوة النبيّ السابق قد ثبتت بالأدلّة القاطعة، ولهذا من الطبيعي أن يكون كلامُه سنداً قاطعاً للنبوّة اللاحقة. ويُستفادُ من بعض الآيات القرآنيّة أنَّ أهلَ الكتاب كانوا يعرفون رسول الإسلام كما يعرفون أبناءهم، يعني أنّهم قرأوا علائم نبوَّته في كتبهم السَّماوية. وقد ادّعى رسولُ الإسلام هذا الأمر، ولم يكذّبه أحدٌ منهم أيضاً، كما يقول: «الّذيْنَ آتَيْناهُمُ الكِتابَ يَعْرفُونَهُ كما يَعْرفُونَ أبناءَهم وإنَّ فريقاً منهم لَيَكتمونَ الحقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ» «1».
إنّ رسولَ الإسلام ادّعى أنّ السيد المسيحَ عيسى ابنَ مريم (عليه السلام) بشّر به، وانّه يأتي من بعده نبيٌّ اسمُه «أحمد»: «ومُبَشّراً بِرَسُولٍ يأتي مِنْ بَعدِي اسْمُهُ أحْمَدْ» «2».
كما وأنَّ من الطريف أنْ نَعلمَ: أنّ الإنجيل رغم تعرُّضه للتحريف منذ قرون قد جاءَ في إحدى نُسَخِهِ وهو إنجيل يوحنا (الإصحاح 14، 15، 16) تَنَبّؤٌ بمجيء شخصٍ بعد السيد المسيح يُدعى «فارقلِيطا» (أي محمد - بالسريانيّة) يمكن للمحقّقين الرجوع إلى ذلك، للوقوف على الحقيقة. «3»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البقرة146.
(2) الصف6.
(3) لقد دونت كتب عديدة تبين تبشير كتب العهدين بنبي الاسلام اقرأ مثلا انيس الاعلام.
|