• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا على أهل الكتاب (النصارى) .
              • القسم الفرعي : على التناقض بين الاناجيل .
                    • الموضوع : الكشف عن أن الحواريّين نسخوا أحكام التوراة العلمية .

الكشف عن أن الحواريّين نسخوا أحكام التوراة العلمية

بسم الله الرحمن الرحيم

لايخفى أن التوراة الرائجة ـ التي أتفق النصارى واليهود على أنها كتاب وحي الله وكلامه لرسوله موسى (عليه السلام) ـ قد جاء فيها أحكام كثيرة، وواجبات كثيرة، ومحرّمات كثيرة، مثل أحكام الكهنة والعشور والسبت والأعياد والذبائح، وأحكام النجاسة في الحيض والنفاس ومسّ الميت، ونجاسة المشركين وحرمة الأكل من ذبائحهم، وتنجيس كثير من الحيوانات والطيور وتحريم أكلها، وتحريم أكل الدم والمخنوق وما ذبح للأوثان، وغير ذلك. فانظر إلى بعض ذلك في الأصحاح 20 و 22 و 23 من سفر الخروج، و11 و 12 من سفر اللاويّين، و 14 15 من سفر التثنية. كما لا يخفى من الأناجيل أن المسيح كان عاملاً بهذه الأحكام، ويأمر بالعمل بها وعدم نقضها، كما في الأصحاح الخامس من إنجيل متّي، في العدد السابع عشر إلى العشرين; ويوصي بحفظها، كما في الأصحاح الثالث والعشرين من إنجيل متّي، من العدد الأوّل إلى الثالث. هذا، وقد جاء في العهد الجديد عن بطرس والتلاميذ وبولس إبطال شرائع التوراة، في تحريم الأكل لكثير من الحيوانات، كما في الأصحاح العاشر من كتاب أعمال الرسل، من العدد الحادي عشر إلى السادس عشر; وفي الأصحاح الحادي عشر، من العدد الخامس إلى الحادي عشر!! كما جاء عنهم أنهم لمجرّد الاستحسان وجلب الناس للانقياد إلى التنصّر، رفعوا أحكام التوراة، وتحريم ماهو محرم فيها إلاّ تحريم أربعة أشياء، تحريم الزنا، وأكل الدم، والمخنوق، وما ذبح للأوثان، كما في الأصحاح الخامس عشر من كتاب الأعمال، في العدد التاسع عشر إلى الثلاثين! ثمّ جاء في الرسائل المنسوبة إلى بولس إباحة أكل الدم والمخنوق وما ذبح للأوثان، وجرى على ذلك عمل النصارى إلى الآن. ومن جملة ما جاء، هو ما في الأصحاح الرابع من رسالة تيموثاوس الأولى، في العدد الرابع، وهو هكذا: " لأنّ كلّ خليقة الله جيّدة، ولا يرفض شيء إذا أخذ مع الشكر وفي الأصحاح الأوّل من رسال تيطس، في العدد الرابع عشر والخامس عشر: " لا يصغون إلى خرافات يهودية ووصايا أُناس مرتدين على الحق، كل شيء طاهر للطاهرين ". وفي الأصحاح الثاني من رسالة كولوسي، من العدد العشرين إلى الثالث والعشرين: " تفرض عليكم فرائض: لا تمسّ، ولا تذق، ولا تجسّ ; التي هي جميعها للفناء ". وفي الأصحاح الثاني أيضاً، في العدد السادس عشر: " فلا يحكم عليكم أحد في أكل ولا شرب، أو من جهة عيد أو سبت أو هلال ". وفي الاصحاح العاشر من رسالة كورنتوش الأولى، في العدد التاسع والعشرين والعدد الثلاثين، في إباحته لأكل ما يذبح للأوثان، يقول: " لماذا يحكم في حرّيتي من ضمير آخر، أنا أتناول بشكر فلماذا يفترى عليّ لأجل ما أشكر عليه ". أيها القارئ، ولأجل ما ذكرنا لك من التوراة وكتب العهد الجديد قال صاحب "إظهار الحق"(1) في مبحث النسخ جدلا للنصارى: "إن الحواريين نسخوا أحكام التوراة العملية غير الأربعة، وإن بولس نسخ حرمة الثلاثة منها: يعني: حرمة أكل الدم، والمخنوق، وما ذبح للأوثان. وإن شئت أن تعجب فاعجب، فإن جمعية كتاب "الهداية" والمرسّلين الأمريكان ـ الذين طبع الكتاب بمعرفتهم ـ هذا اللفيف المقدس! قد أنكر ما ذكرناه عن العهدين وما ذكره "إظهار الحق" فطبعوا في الجزء الرابع من كتاب "الهداية" في الصحيفة المائة وثلاث وتسعين، في السطر الحادي والعشرين بعد أن ذكروا كلام "إظهار الحق" وقالوا بلا مبالاة: " قلنا: هذا إفك مبين، فأتوا ببرهانكم إن كنتم من الصادقين "! فماذا تقول لهؤلاء إذا أنكروا ما يقرؤه كل قارئ من كتب وحيهم؟! فهل بقي نوع من الكذب يخجل الإنسان منه؟! وهل بقي نوع من المكابرات وإنكار الحق المحسوس ما يصدّ عنه شرف الإنسانية؟! وأمّا الورع والدين فيقرئانك السلام!!

_________

1- لرحمة الله بن خليل الرحمن الهندي، والكتاب عبارة عن مناظرة في مسألتي النسخ والتحريف جرت بين المؤلف وبين قسيس، طبع في إسلامبول سنتي 1284 و1305هـ، وفي مصر سنتي 1309 و 1317 هـ. انظر: معجم المطبوعات العربية والمعرّبة ـ ليوسف إليان سركيس ـ 1/929، وفهرست مشار: 68. (م).

 

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=404
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12