• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا على أهل الكتاب (النصارى) .
              • القسم الفرعي : على التناقض بين الاناجيل .
                    • الموضوع : مزعمة أن المسيح من المتنبّئين الكذبة .

مزعمة أن المسيح من المتنبّئين الكذبة

بسم الله الرحمن الرحيم

في الأصحاح الثاني عشر من إنجيل متّى، في العدد الثامن والثلاثين إلى الحادي والأربعين، عن قول المسيح ما هذا نصّه: " وقال(1) لهم: جيل شرير يطلب آية ولا تعطي له آية، إلاّ آية يونان النبيّ(2) لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان(3) في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال ". والمراد: أن معجزته أن يموت ويدفن في القبر، ويبقى فيه ميتاً ثلاثة أيّام وثلاث ليال، ثم بعدها يحيا ويقوم من الموت ويخرج من القبر.. هذا، ولكن الأناجيل تكذّب هذا الخبر، وتصرّح بأنه عند المساء من يوم الجمعة ـ الذي يسمّيه اليهود يوم الاستعداد للسبت ـ جاء رجل وطلب جثّة المسيح من الحاكم، ودفنه ليلة السبت. وفي يوم الأحد قبل الفجر، جاءت مريم المجدليّة ومريم الأخرى، فوجدنا المسيح قد قام من الأموات وخرج من القبر! فانظر إلى أواخر الأصحاح السابع والعشرين، وأوائل الثامن والعشرين من إنجيل متّى. وإلى أواخر الأصحاح الخامس عشر، وأوائل السادس عشر من إنجيل مرقس.وإلى أواخر الأصحاح الثالث والعشرين، وأوائل الرابع والعشرين من إنجيل لوقا.وإلى آخر الأصحاح التاسع عشر، وأوّل العشرين من إنجيل يوحنا.وحاصل الأمر: أنّ الأناجيل قد اتفقت على أنّ المسيح لم يبق في قبل الأرض إلاّ سواء ليلتين: ليلة السبت وليلة الأحد، مع بياض يوم واحد وهو يوم السبت.. فأين تكون الثلاثة أيام والثلاث ليالي؟!وهل تدري ماذا فعلت الأناجيل في هذا المقام في قدس المسيح؟!فإنها جعلت المسيح ـ وحاشاه ـ بحكم التوراة وعلامتها، وصيّرته من المتنبّئين الكذبة، الذي يقتلون لأجل كذبهم بطغيانهم على الله.فإنّ التوراة تقوم عن كلام الله لموسى في الأصحاح الثامن عشر من سفر التثنية، من العدد العشرين إلى آخر الأصحاح، وتصرّح بما نصه: " وأما النبيّ الذي يطغى فيتكلم باسمي كلاماً لم أوصه أن يتكلم به، أو الذي يتكلّم باسم آلهة أخرى، فذلك النبي يقتل، وإن قلت في قلبك: كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الله ; فما تكلم به النبي باسم الله ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الله، بل بطغيان تكلم به النبيّ "!فالأناجيل تقول: إن المسيح أخبرنا باسم الله ـ في إعطائه للآية ـ أنه يبقى في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالي ; وتقول أيضاً: إنه لم يبق في بطن الأرض إلاّ بياض يوم واحد وسواد ليلتين!وحاصل ذلك: أنه لم يقع ما أخبر به باسم الله، بل وقع خلافه، فيجري عليه ما أعطته التوراة من العلامة الموافقة لحكم العقل لكذب المتنبّئ!

____________

1- يعني المسيح.

2- أي: يونس بن متّى.

3- يعني نفسه.

 

 

 

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=401
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 05 / 9