• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا على أهل الكتاب (النصارى) .
              • القسم الفرعي : على التناقض بين الاناجيل .
                    • الموضوع : مزعمة النصارى أن الله لم يعط اليهود أحكاماً صالحة .

مزعمة النصارى أن الله لم يعط اليهود أحكاماً صالحة

بسم الله الرحمن الرحيم

يدعي النصارى ان الشريعة التي جاء بها اليهود هي شريعة غير تامة. جاء في الأصحاح الثامن عشر من سفر اللاويّين، في العدد الخامس، عن قول الله لبني إسرائيل في تمجيد شريعة التوراة والأمر بحفظ أحكامها:" فتحفظون فرائضي وأحكامي التي إذا فعلها الإنسان يحيا بها ". وفي الاصحاح الرابع من سفر التثنية، في العدد الثامن: " أي شعب هو عظيم له فرائض وأحكام عادلة مثل هذه الشريعة التي أنا واضع أمامكم ". وفي المزور المائة والتاسع عشر، في العدد الثالث والتسعين: "إلى الدهر لا أنسى وصاياك لأنك بها أحييتني". وفي الأصحاح العشرين من كتاب حزقيال، في العدد الحادي عشر، عن قول الله في شأن اليهود: "وأعطيتهم فرائضي وأحكامي التي إن عملها الإنسان يحيا ". ونحوه في العدد الثالث عشر والحادي والعشرين.
وفي الأصحاح التاسع من كتاب نحميا، في العدد الثالث عشر: " وأعطيتهم أحكاماً مستقيمة، وشرائع صادقة، وفرائض ووصايا صالحة ". وفي الأصحاح الثاني من كتاب ملاخي، في العدد الخامس، عن قول الله في تمجيد شريعة موسى (عليه السلام): " كان معه للسلام والحياة ". فهذه كتب وحيهم تقول: إن شريعة موسى صالحة وعادلة للسلام والحياة، إذا عملها الإنسان يحيا بها.
ولكن عبد المسيح الكندي في رسالته (1) وجرجي سايل في مقالته في الإسلام، صحيفة 226 من الطبعة الأولي، قالا ما هذا لفظه: " إن الله تساهل مع اليهود فأعطاهم أحكاماً غير صالحة وفرائض لا يحيون بها ".
ولا يخفى عليك أن الذي ذكرناه من كتب وحيهم ليشهد بأن الكلام المنسوب لعبد المسيح وجرجي سايل إنما هو كذب وافتراء على الله وعلى شريعته، ودع عنك شهادة العقل وجلال الله على ذلك، تعالى الله عما يقولون.
ولكن انظر وتحيّر من كتب العهدين التي ينسبونها إلى الوحي الإلهيّ، ويدعون الناس إلى اتباعها!
انظر إلى هذه الكتب وما فيها من نسبة الكذب إلى من يزعمون أنهم أنبياء ورسل الله، مع زعمهم أن تلك الكتب المشتملة على الكذب هي كتب وحي إلهي!
فانظر كيف تنسب الكذب والتحريف إلى أنبياء الله ورسله الهداة المقدّسين، فتلوّث قدسهم برذيلة الكذب وخسة الافتراء والمخادعة.. أو تنسب الكذب والافتراء إلى من تزعم أنهم أنبياء ومرسلون، وأن المشتمل على الكذب هو كتاب وحي إلهي...
ويا ليت هذه الكتب لم تتعدّ إلى قدس الله وجلاله، وماذا يفيد التمنّي؟! وها هي الكتب المذكورة قد أفرطت في الجرأة، فنسبت الكذب والخداع والتعليم بالكذب إلى جلال الله، تعالى عمّا يقولون.
____________
1- في صحيفة 110 من رسالته المطبوعة مع رسالة عبد الله الهاشمي، في إحدى طبعاتها سنة 1912، في المطبعة الإنگليزية الأمريكانية بالقاهرة.

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=399
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 05 / 9