بسم الله الرحمن الرحيم

أجمع السنة وأهل السلف وابن تيمية على رؤية الله في الآخرة، واحتجوا على ذلك بأحاديث وروايات اعتقدوا بأنها صحيحة، وقد نقل ذلك عنهم ابن تيمية في قوله: (ونحن نقول: أهل السنة متفقون على ان الله لا يرى في الدنيا ويرى في الآخرة، ولم يتنازع أهل السنة الا في رؤية النبي (صلى الله عليه وآله) مع ان أئمة السنة على انه لم يره أحد بعينه في الدنيا مطلقا، وقد ذكر عن طائفة أنهم يقولون أنه يرى في الدنيا، وأهل السنة يردون على هذا بالكتاب والسنة)(1).
فقول ابن تيمية (مع ان أئمة السنة على انه لم يره أحد بعينه في الدنيا مطلقا ....الخ) فهو كذب صريح وافتراء على أهل السنة والسلف. ويقول ايضا (وقد قدمنا القول بان اهل السنة متفقون على ان الله لا يراه أحد بعينه في الدنيا لا نبي ولا غير نبي ولم يتنازع الناس في ذلك إلا في نبينا خاصة ، مع ان الأحاديث المعروفة ليس في شيء منها أصلا)(2).
فابن تيمية ينكر ان يكون النبي (صلى الله عليه وآله) رأى ربه في الدنيا كما ينكر ان تكون هناك أحاديث تروى في كتب السنة أو تنص على ذالك، وهذا هو ديدن ابن تيمية في الكذب والافتراء، نذكر هنا رواية عن امامه أحمد بن حنبل، كما جاءت في كتاب - اصول السنة -قال: ( والأيمان بالرؤيا يوم القيامة كما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) من الأحاديث الصحاح، وان النبي قد رأى ربه، فانه مأثور عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) صحيح!
رواه قتاده عن عكرمه عن ابن عباس رواه الحكم عن عكرمه عن ابن عباس
رواه علي بن زيد عن يوسف بن مهران عب ابن عباس، والحديث عندنا على ظاهره كما جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله)، والكلام فيه بدعة، ولكن نؤمن به كما جاء على ظاهره ولا نناظر فيه أحدا)(3).
فقد تبين ان ابن تيمية يكذب حتى على امامه أحمد. مع انه في كتاب (الفتاوى) وكتابه (نقض التأسيس) يعترف بصحة الحديث، الا انه يؤمن بان رؤية النبي (صلى الله عليه وآله) لربه، كانت رؤية منام: فهو يقول (فعلم ان هذا الحديث كان رؤيا منام مع ان رؤيا الأنبياء وحي، لم يكن رؤيا يقظة ليلة المعراج).

(1) ابن تيمية: منهاج السنة - جزء 1 - ص258

(2) منهاج السنة - جزء 1 - ص262.

(3) أحمد بن حنبل: اصول السنة ص61.