• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : عقائدنا (الشيعة الامامية) .
              • القسم الفرعي : معالم الايمان والكفر .
                    • الموضوع : ما يصح السجود عليه .

ما يصح السجود عليه

بسم الله الرحمن الرحيم

تعتقد الشيعة بأنّه يجب السجود في حال الصلاة على الأرض وما ينبت منها بشرط أن لا يكون مأكولًا ولا ملبوساً، وأنّه لا يصحُّ السجود على غير ذلك في حال الإختيار. فقد روي في حديث عن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)، ونَقَلَهُ أهلُ السُّنة أنّه قال: «وجُعِلَتْ لِيَ الأرضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً»«1». وكلمة «الطهور» التي هي ناظرة إلى التيمّم تفيد أنّ المقصودَ من الأرض هو الأرض الطبيعيّة التي تتمثل في التراب والصخر والحصى وما شابهها.
ويقول الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً: «السجودُ لا يَجُوز إلّا عَلى الأَرض أو عَلى ما أنبَتت الأرضُ إلّا ما أُكِلَ أو لُبِس»«2».
ولقَد كانت سِيرةُ المسلمين في عصر الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) هي السجود على أرض المسجد التي‏ كانت مفروشة بالحصى، وعندما كان الجوّ حاراً جداً بحيث كان السجود على الحصى أمراً عسيراً، كانَ يسمح لهم بأن يأخذوا الحصى في أكفهم لتبريدها، حتى يمكنهم السجودُ عليها. يقول «جابرُ بنُ عبد الله» الأنصاري: كنتُ أُصلّي مع رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) الظُهر فآخذ قبضةً من حصى في كفّي لِتبرُدَ حتى أسجدَ عليه من شِدّة الحر«3».
وتجنَّبَ أحد الصَّحابة عن تتريب جبهته عند السجود، فقال له النبي (صلى الله عليه و آله و سلم): «ترّب وجهك»«4».
كما انّه إذا كان أحدٌ من الصحابة يسجد على كور العمامة أزاح النبيُّ (صلى الله عليه و آله و سلم) بيده عمامته عن جبهته«5».
إنّ هذه الأحاديث كلَّها تشَهد بأنّ وظيفة المسلمين في عصر النبي صلى (الله عليه و آله و سلم) كانت في البداية هي السجودُ على الترابِ والحصى، ولم يسجدوا على الفراش أو اللباس أو على طرف العمامة، ولكن النبيُّ (صلى الله عليه و آله و سلم) أُبلغ عن طريق الوحي الإلهي فيما بعد أنّه يمكنه السجودُ على الحصير والخُمرة أيضاً وثمت رواياتٌ عديدةٌ وكثيرةٌ تحكي عن سجود النبيّ على الحصير والخُمرة«6». إنّ الشيعة الإمامية كانوا لا يزالون مقيّدين بهذا الأصل، فهم كانوا ولا يزالون يسجُدون فقط على الأَرض، أو ما ينبتُ من الأرض من غير المأكول والملبُوس كالحصير المصنوع من سَعْف النَخْل، أو القَصَب، ويرجع إصرارهم على السجود على التراب أو الحصى والصخر أوالحصير إلى هذه الأدلّة الساطعة.
ثم إنّ من الأفضل أن تكون المساجدُ في البلاد الإسلامية على نحو يمكن لأتباع جميع المذاهب المختلفة العمل بوظائفهم دون حرج.
وفي الخاتمة؛ لابد أن نُذكّر بهذه النقطة وهي أنّ التراب والحجر هو في الحقيقة «مسجودٌ عليه» وليس «مسجوداً له» فالشيعة يسجدون على التراب والحجر لا أنّهم يسجدون لهما.
وربما يُتصوّر أحد خطأً أنّ الشيعة يسجدون للتراب والحجر في حين انّهم إنّما يسجدون لله تعالى تماماً مثل جميع المسلمين ويضعون جباههم على التراب تذلّلًا لله ‏تعالى ويقولون: سبحانَ ربّي الأعلى وبحمده.
(1) صحيح البخاري: 1/ 91، كتاب التيمم، الحديث 2
(2) وسائل الشيعة، ج 3، الباب 1 من أبواب« ما يُسجَد عليه» الحديث الأوّل، ص 591
(3) مسند أحمد: 3/ 327، حديث جابر، سنن البيهقي: 1/ 439
(4) كنز العمّال: 7/ 465، رقم الحديث 19810
(5) راجع سنن البيهقي: 2/ 105
(6) مسند أحمد: 6/ 179، 309، 331، 377، و 2/ 192- 198

 

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=140
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12