• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : عقائدنا (الشيعة الامامية) .
              • القسم الفرعي : معالم الايمان والكفر .
                    • الموضوع : زيارة قبور المؤمنين .

زيارة قبور المؤمنين

بسم الله الرحمن الرحيم

تُعتبر زيارةُ قبور المؤمنين، وبخاصّة قبور الأقرباء والأبناء منهم، من الأُصول الإسلامية التي تنطوي على آثار تربويّة في نفس زائريها، وذلك لأنّ مشاهدة تلك الديار الصامتة التي يرقد فيها أُناس كانوا قبل ذلك يعيشون في الدنيا، ويقومون بمختلف النشاطات، ولكنّهم أصبحوا بعد حين أجداثاً خامدة، وجثثاً هامدة، جديرة بأن تهزَّ الضمير، وتوقظ القلوب، وتنبّه الغافلين، وتكون درس عبرة لا ينسى.
فإنّ من يشاهد هذا المنظر سيحدّث نفسه قائلًا: وما قيمة هذه الحياة الدنيا التي سرعان ما تنتهي، وتكون مآلُها موت الإنسان ورقوده تحت التراب.
هل يستحق العيش في مثل هذه الدنيا الفانية أن يقوم فيها الإنسانُ من أجله بأعمالٍ ظالمة، وممارسات فاسدةٍ؟
إنّ هذا التساؤل الذي يواجهه ضميرُ الإنسان المفكّر في مصير البشر، سيدفع به إلى إعادة النظر في سلوكه وممارساته، وسيؤدِّي ذلك إلى حصول تحوّلٍ كبيرٍ في روحه ونفسه.
وقد أشارَ رسولُ الله (صلى الله عليه و آله و سلم) إلى هذا الأثر الهامّ، إذ قال في‏ حديث شريف: «زُورُوا القبورَ فإنّها تذَكِّرُكُم بِالآخِرَةِ»«1». ثم إنّه مُضافاً إلى هذا تُعتبر زيارةُ مراقد أئمة الدين وقادته نوعاً من الترويج للقيم الدينيّة، والمعنويّة، كما أنّ إعتناءَ الناس بمراقد أُولئك الشخصيّات سيُقوّي لديهم الفكرة التالية، وهي أنّ الحالة المعنوية التي كانت تلك الشخصيات تتمتّع بها هي التي جذبت قلوب الناس إليهم، وهي التي رفعتهم إلى تلك المنزلة العظيمة التي حازوا بها احترام الناس وتكريمهم لهم، إذ رُبّ رجال من أصحاب السلطان والقوّة يرقدون تحت التراب دون أن يحظوا بمثل هذه العناية والاحترام من قِبَل الناس. ولقد كانَ رسول اللَّه (صلى الله عليه و آله و سلم) يذهبُ في أُخريات حياته إلى البقيع، ويستَغْفر لأصحاب القبور، ويقول: «أَمَرَني رَبّي أنْ آتي البَقيعَ وأستَغْفِرَ لَهمْ» ثم قالَ: إذا زُرْتُمُوهُمْ فقولوا: «السلامُ على أهْلِ الدّيارِ مِنِ المُؤمِنِين والمُسْلِمين يَرحَمُ اللهُ المُسْتقدِمِينَ مِنّا والمُسْتَأخِرِين، وإنّا إنْ شاءَ الله بكم لاحِقُون»«2». وقد اعتُبرت زيارَةُ قُبور أولياء الله وأئمّة الدين - في كُتبِ الحديث - من الأعمال المستحبَّة المؤكدة، وكان أئمة أهلِ البيت يَذهَبُون دائماً لزيارة رسول اللَّه (صلى الله عليه و آله و سلم) وغيرهم من الأئمة المتقدمين عليهم، وكانوا يحثُّون أتْباعَهم على هذا العمل.
(1) سنن ابن ماجة ج 1، باب ما جاء في زيارة القبور، ص 113
(2) صحيح مسلم، ج 2، باب ما يقال عند دخول القبور، ص 64

 

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=129
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12